كانت السينما ولاتزال عالميا من اهم ادوات التنوير وهي صناعة رابحة تدر مليارات الدولارات سنويا من خلال انتاج وعرض الافلام ومن اشهر عواصم السينما مدينتا هوليوود الامريكية وبوليوود الهندية والقاهرة ، ولها مهرجانات سينمائية منها مهرجان كان وبرلين . وكان اول عرض سينمائي في السودان نحو عام 1913 عند افتتاح خط سكة حديد كردفان وتعتبر دار برمبل اول شاشة عرض فضية في الخرطوم ، وفي حقبة ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان للسينما حضور ومؤسسة ( مؤسسة الدولة للسينما ) تشرف على استجلاب الافلام وتقوم بدور الرقيب ، ومن اهم دور العرض سينما الوطنية بحري وامدرمان وكلوزيوم وعروس الرمال واخريات بالولايات ، وكان لها تاثير اجتماعي وتشهد في نهاية الاسبوع اقبالاً مكثفاً من الجمهور في عرضين ، وعلى مستوى الافلام المعروضة كانت هناك افلام الكاوبوي والبوليسي والاكشن والافلام العربية واخيرا الافلام الهندية ومن اشهر ابطالها ترنتي وجيمس بوند وبروسلي وعادل امام ونجوم السينما الهندية دارامندرا وجاك طويلة ( اميتاب باتشان ) وزينات امان وسبنا ، ولكل سينما روادها وظرفاؤها وطقوسها الخاصة بالمشاهدة والبعض يفضل مشاهدة الفيلم وهو يلتهم الباسطة او العنكوليب او التسالي والسينما درجات تبدأ بالشعب واللوج والبلكونة للاسر ، ولكل سينما شرطيها المعروف وعلى سبيل المثال في سينما الحلفايا البحراوية كان الشاويش الراحل جلال ومهمته ضبط المتفلتين ، وعادة ما يبدأ العرض بالمناظر وهي استعراض الافلام القادمة وبعده العرض ثم الاستراحة التي تبث خلالها اغاني الفنانين السودانيين . هكذا كان واقع السينما في السودان زمان قبل ان تعصف بها عدة متغيرات وظروف اقتصادية واجتماعية والتطور التقني وظهور القنوات الفضائية المتخصصة التي تعرض الافلام السينمائية على مدار اليوم. الذي ساقني لهذا الحديث مشهد سينما كوستي الاهلية التي اغلقت ابوابها واحتلت واجهتها اقفاص البرتقال والمانجو والموز بدلا من بوسترات الافلام ولم يبقَ من تاريخها الا طيف افلام وذكريات فى ذاكرة اهل المدينة .