في الخامسة والنصف من مساء الخميس 2/ يونيو، تعرض صديقي محمد لعملية احتيال لا تخطر على بال أحد! فبينما هو جالس في محله التجاري ببحري، أتاه شاب يرتدي زي قوات نظامية، وعرض عليه كروت شحن زين من فئة عشرة جنيهات، كل عشرة كروت بمبلغ تسعين جنيهاً، أي بأقل من سعر الشركة الذي تبيع به لوكلائها بستة جنيهات..!! وبما أن الصفقة كانت مغرية فقد وافق عليها محمد في الحال، وطلب من صاحب الكروت أن يسمح له بشحن بعض الكروت لكي يطمئنّ قلبه! ووافق الشاب وطلب من محمد أن يختار الكروت التي يودّ شحنها، اختار صديقي ثلاثة كروت بطريقة عشوائية وقام بكشطها وإدخال أرقامها السرية، وتمت عملية شحن الكروت الثلاثة بنجاح، واشترى محمد ثلاثين كرتاً بمائتي وسبعين جنيهاً، واشترى أحد جيرانه عشرين كرتاً بمائة وثمانين جنيهاً..!! وبعدها بنصف ساعة حاول محمد أن يشحن كرتاً رابعاً من الكروت التي اشتراها، وتفاجأ برسالة مفادها: أن ذلك الكرت قد تمّ شحنه، تعجب صديقي من تلك الإجابة؛ فالكروت مغلفة بغلاف الشركة، وأرقامها السرية مغطاة بالمادة اللاصقة، وقبل أن يكمل تعجّبه أتاه جاره مهرولاً ليخبره أن الكروت مغشوشة..!! ولكن كيف تمكّن ذلك المحتال من أخذ أرقامها السرية من غير أن يفتحها أو يكشطها؟! فالاحتمالات كثيرة: فإما أن يكون ذلك الشاب قد استخدم أشعة ليزر مثلاً وقرأ بها الكروت من غير أن يفتحها، وربما هنالك من تعاون معه من داخل الشركة وأعطاه أرقام تلك الكروت..!! المهم أن صديقي اتصل بشركة الاتصالات مستفسراً عن الكرت الذي لم يشحن، فردّت عليه موظفة خدمات المشتركين بأن كرته قد تمّ شحنه في تمام السادسة مساءً، أي بعد نصف ساعة من شرائه، وقد تمّ شحنه على الرقم 0901241273 وبعدها حاول محمد أن يتصل على الرقم ولكنه كان مغلقاً..!! وأدرك محمد أنه لن يستطيع الإمساك بذلك المحتال لوحده، فالشاب ذكي ولا شكّ أن ذلك الرقم غير مُسجل وسيتمكن من بيع رصيده بكل هدوء، وقرر محمد أن يفتح بلاغاً ضد ذلك المحتال! ونحن نتساءل: إذا كان مثل هذا المحتال قادر على اختراق نظام السرية لكروت الشحن، فمن الذي سيحمي العملاء؟ وكيف استطاع هذا المحتال أن يأتي بكل تلك الكروت التي باعها؟ لا بدّ أن تكون هنالك ثغرة ما تسهّل عملية تعقّّبه، ولا شكّ أنه ينتحل شخصية الشرطي حتى يحقق أكبر قدر من التمويه..!! ثمّ أنه سيواصل في احتياله الذي يحقق له فوائد مادام واثقاً من أن أحداً لن يستطيع القبض عليه..!! فبالأمس في بحري واليوم في أم درمان وغداً في مدني... ونرجو من كل من يصادفه أن يساعد في الإمساك به، ونتمنى أن تفتح وزارة الداخلية تحقيقاً في هذا الحادث الخطير..!!