اعربت بعثة الأممالمتحدة في السودان «يونميس» عن قلقها العميق إزاءَ الوضع الأمني الجاري في أبيي بولاية جنوب كردفان، ودعت الأطرافَ الى منع أي تصعيد للعنف يمكن أن يؤدِّي إلى خسائر جديدة في أرواح المدنيين ،. بينما حثّ وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، نظيره السوداني علي كرتي أمس، على التفاوض بسرعة على حل سلمي للوضع في أبيي. واكدت البعثة في تعميم لها أمس،ان عمليات النهب لاتزال مستمرة في ابيي رغم تأكيدات القوات المسلحة بأنها ستوقف ذلك،وحثت البعثة القوات المسلحة على الوفاء بالتزامها والتدخل لوقف هذه الأعمال الإجرامية،كما طالبت البعثة أيضا القوات المسلحة بالإفراج فورًا عن جميع المدنيين الذين ما زالوا رهن الاعتقال، ومنح وصول المساعدات الإنسانية دون قيدٍ أو شرطٍ لجميع أجزاء منطقة أبيي للتحقق ما إذا كان المدنيون الذين يحتاجون إلى رعاية لا يزالون موجودين، وتوفر لهم الحماية اللازمة. ودعت البعثة القوات المسلحة إلى الوقف الفوريِّ لإطلاق نيران المدفعية بالقرب من مجمع البعثة،واعتبرت أن إطلاق نيران المدفعية تهديد أمني لوجود الأممالمتحدة ودورياتها،ورحلاتها في أبيي، ويخلق مخاطر كبيرة للمدنيين الذين قد يرغبون في العودة إلى قراهم. وابدت البعثة قلقها أيضًا إزاءَ الحوادث الأمنية التي وقعت يوم 5 يونيو في كلٍّ من كادوقلي وأمِّ دورين في ولاية جنوب كردفان. من ناحيته قال وزير الخارجية علي كرتي أمس، ان الجيش سيبقى في أبيي الى ان تصبح الاوضاع مستقرة بدرجة تسمح للقوات بالرحيل. ونفى كرتي في حديثه خلال أول زيارة يقوم بها الى لندن كوزير للخارجية تقارير تحدثت عن فظائع ارتكبتها القوات المسلحة واتهم قوات حفظ السلام الدولية بأنها فقدت السيطرة على المنطقة. وقال للصحفيين في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية «لم يطلق الرصاص على أحد ولم تتم ملاحقة أحد والابواب الان مفتوحة أمامهم سكان المنطقة مثلما هي مفتوحة أمام اخرين للعودة.» وقال عن السيطرة العسكرية «قلت من قبل وأقول الان .. هذا ليس حلا دائما وليس مستديما ، هذا الوضع انتقالي فقط». واكد كرتي «لم نقاتل أبدا أو نطرد أحدا من المنطقة ، الجيش سيبقى هناك الى ان نتفق على ترتيبات دائمة.»،واضاف «أؤكد لكم انه لم تقع أي فظائع» مضيفا ان التقارير التي تتحدث عن فظائع «مختلقة» يثيرها «استعماريون» ووسائل اعلام عالمية. وحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيج -الذي استقبل كرتي لاجراء محادثات في لندن- الخرطوم على التفاوض على حل سلمي بسرعة. وقال هيج في بيان «شجعت وزير الخارجية على قبول عروض بشأن قوة حفظ سلام تابعة لطرف ثالث في أبيي حتى يمكن للقوات السودانية الانسحاب بسرعة ويمكن للنازحين العودة الى ديارهم.