من المهم جداً ان يجرد الشعب السوداني حساب الربح والخسارة تجاه ما يجري من احداث في البلاد لانها ستنعكس عليه سلباً ام ايجابا، لقد تابعنا جميعاً احداث أبيي واحداث جنوب كردفان وكانت الارادة الغالبة في تلك الاحداث هي الارادة الوطنية القومية التي تطالب بحسم الشر والحفاظ على امن المواطنين، ولذلك جاءت الوقفة قوية وكان يمكن ان تستمر على هذه الهيئة ولكن يبدو ان اعداء السودان لم تعجبهم هذه الحال ورأوا فيها تهديداً لمستقبل مخططاتهم في السودان ولذلك ضغطوا باتجاه إثناء الحكومة عن المضي قدماً باتجاه العزة الوطنية المتناغمة مع الرؤى الكلية وهكذا جاء اجتماع قمة اديس ابابا بين الطرفين وبمبادرة خارجية تحت رعاية واشنطن، انا شخصياً اميل الى التحليلات السياسية التي تشير الى ضلوع جهات داخلية في التآمر على السودان بممالاة الصهيونية العالمية وهو ما ذهب اليه بيان حزب التحرير.. فلنقرأ البيان: بعد يوم واحد من قمع الأجهزة الأمنية لمسيرة حزب التحرير ولاية السودان؛ المناصرة للجيش، والمطالبة ببقائه في أبيي وبسط سلطانه على أرجاء البلاد كافة؛ بل والاستعداد لتحرير جنوب السودان وإعادته لسلطان الدولة، بعد يوم واحد فقط وبحضور وزيرة الخارجية الأمريكية التزمت حكومة السودان بسحب الجيش من أبيي وتسليمها للقوات الأثيوبية؛ مطرقة أمريكا في المنطقة، التي ضربت بها من قبل المسلمين في الصومال. إننا في حزب التحرير ولاية السودان إزاء هذا الوضع المتخاذل من الحكومة نقول ما يلي: أولاً: لقد وضح جلياً أن الحكومة سائرة في مواصلة مسلسل التنازلات المهينة وتنفيذ مخططات أمريكا؛ الطامعة في بلادنا حتى النهاية. ثانياً: إن أمريكا؛ الأب غير الشرعي لدويلة جنوب السودان تسعى من خلال تعليماتها هذه لشريكي نيفاشا التي جاءت عبر أداتها؛ الاتحاد الافريقي، لتهدئة الأوضاع ولتسهيل الولادة القيصرية لدويلة الجنوب، ثم إتمام خطتها المتعلقة بتدويل أبيي وإخراجها من سلطان الدولة. ثالثاً: إن ما تم الاتفاق عليه في اثيوبيا هو عينه المقترح الذي طرحه المبعوث الأمريكي آنذاك (أندرو ناتسيوس) في نوفمبر 2007م، والقاضي بإخراج الجيش من منطقة أبيي وتسليمها لقوات أممية. فعار عليكم تنفيذ التعليمات الأمريكية وإخراج أبيي من سلطان المسلمين. رابعاً: إن أمريكا عدو للإسلام والمسلمين، وجرائمها في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال ماثلة للعيان، لا تخفى إلا على من عميت أبصارهم، وارتابت قلوبهم، وبالتالي فإنها أي أمريكا عدو لأهل السودان، وكذلك اثيوبيا مخلب أمريكا ومطرقتها في المنطقة عدو، فهي التي تحتل أكثر من مليوني فدان في شرق البلاد. بل إن كل من ينفذ أجندة ومخططات أمريكا في بلادنا فهو عدو فإن الواجب على الجيش وكل القوى الحية وأهل القوة القادرين أن يعيدوا الأمور إلى نصابها بإعادة سبب العزة والكرامة؛ الخلافة الراشدة؛ التي بفقدها استطاع الغرب الكافر المستعمر تقطيع أوصال المسلمين ونهب ثرواتهم، وتمزيق بلادهم وتسميم أفكارهم، وتسليط رويبضات في غفلة من الزمان ليكونوا حكاماً على خير أمة أخرجت للناس. فهيا يا أهل القوة والمنعة من أبناء الأمة: أعيدوا عز الأمة ومجدها بإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة. (انتهي البيان). وبرأيي ان البيان يصوب نحو الحقيقة الأليمة وهي نجاح الولاياتالمتحدة في احداث اختراق جوهري في جسد النظام الحاكم في السودان بهدف استخدامه كمطية لتحقيق وتنفيذ المخططات المعروفة وبهذا تدخل البلاد مرحلة جديدة من العمالة بحيث تتولى الجهات المفترض بها مكافحة العمالة لامريكا ذات المهمة وبثمن مقبوض فيما تتعرض البلاد والدولة والروح المعنوية القتالية للتآكل البطئ تمهيداً للانقضاض على ما تبقى من وطن.