أسابيع معدودات تبقت لشهر رمضان والمتوقع كالعادة ان تطل الدراما التركية بفتياتها ممشوقات القوام وصورها التي تخلب الالباب ثم نلمح الدراما المصرية والسورية.. وتغيب الدراما السودانية عمداً مع سبق الاصرار والترصد، في وقت يتجه فيه الآخرون لتقديم الدراما الوطنية التي تعبر عن هويتهم وتاريخهم وقيمهم!. الدراميون الذين يدفعون الثمن غالياً لغياب الدراما السودانية يتحدثون بحرقة عن هذا الغياب القسري في الوقت الذي رفض فيه مسؤولو إدارة الدراما بالتلفزيون التعليق بينما صار موبايل مدير الانتاج الدرامي المتخصص لا يمكن الوصول اليه حالياً. البداية كانت مع الأستاذ السر السيد المخرج والناقد المعروف، الذي قال «للصحافة»: لا أميل للحديث عن جزئيات من التلفزيون القومي لأن التلفزيون يعاني من أزمات كبيرة في الاخبار وفي برامج المنوعات ويعاني من أزمة في الوضع الإداري، ويضيف السر السيد: التلفزيون مؤسسة في مفترق طرق ليس في ما يخص المدير كما يظن البعض ولكن في ما يخص النظام الاداري كله وايضا النظام البرامجي، التلفزيون يحتاج الى مراجعة شاملة لأنه اصبح كالصومال!! اما بخصوص وجود الدراما السودانية فأنا اعتقد ان هذا السؤال يؤجل بعد ان نعرف هل هناك تلفزيون سوداني أم لا يوجد تلفزيون سوداني.. ولكن للاستاذ طارق البحر رئيس اتحاد الدراميين وجهة نظر أخرى حيث يقول لا يوجد انتاج درامي في التلفزيون، ولكن هناك بعض المحطات السودانية الأخرى بها انتاج رغم انه ليس بالمستوى المعهود ويبدو ان الاسباب مالية وادارية وليس اسباب فنية لأنه يوجد كادر فني مؤهل لانتاج دراما سودانية. ويضيف البحر ان هذا الغياب للدراما السودانية محبط لأن الدراميين جزء من النسيج الاجتماعي وكثير من الدراميين الدراما مهنتهم وهي «أكل عيش» ولهذا يصبح غياب الدراما السودانية، خبر غير سار ويبعث على الاحباط. أما الاستاذة هند راشد فتقول يبدو ان التلفزيون ليس لديه الرغبة في انتاج دراما سودانية لأسباب لانفهمها خصوصا ونحن نشاهد الدراما التركية والسورية والمصرية وكل اجناس الدراما الا الدراما السودانية.. وهذا فعل يبعث على الحيرة!! وتضيف هند لم يقف التلفزيون عند هذا الحد بل هو يقف في وجه الانتاج الدرامي الخاص ولهذا نرفض كل المحاولات الفردية لانتاج درامي سوداني، وهي كانت تشكل على قلتها مصادر مهمة لتحريك الساحة الدرامية. وما بين افادات الدراميين التي تؤكد حقيقة انهيار الانتاج الدرامي السوداني الوطني وصمت ادارة الدراما بالتلفزيون التي يتضح جليا انها لا تملك الاجابات على الاسئلة الحائرة تبقى الدراما السودانية في حالة يرثى لها في انتظار حل عسير قد يبدو كالبحث عن إبرة في كومة قش!! [email protected]