طالبت الأممالمتحدة امس بفتح ممرات انسانية عاجلة في جنوب كردفان للسماح بمرور المدنيين الفارين من المواجهات العسكرية، ولتيسير العمليات الانسانية الداعمة للسكان. وفي الاثناء أعلن مسؤولون في الأممالمتحدة أن المنظمة الدولية سترسل جنود حفظ سلام كتعزيزات الى جنوب كردفان التي تشهد مواجهات عسكرية، بينما اكد المبعوث الأميركي الى السودان برينستون ليمان أن الخرطوم «قريبة» من اتفاق يتعلق بسحب قواتها من منطقة أبيي ، ولكن وقف العمليات العدائية بجنوب كردفان «ليس في متناول اليد بعد». وقالت مصادر في الاممالمتحدة ليل امس الاول، ان أكثر من 120 جندياً من بنغلادش سيشكلون تعزيزات سترسل الى كادوقلي عاصمة جنوب كردفان، فيما سيتم ضمان أمن محيط قاعدة قوة الأممالمتحدة من أجل حماية المدنيين. واستؤنفت المعارك العنيفة في 5 يونيو في جنوب كردفان بين الجيش ومقاتلي الجيش الشعبي. وتقاتل القوات المسلحة في تلك المنطقة قوات موالية لجنوب السودان. في سياق متصل، أعلن المبعوث الأميركي الى السودان برينستون ليمان أن السودان «قريب» من اتفاق يتعلق بسحب قواته من منطقة أبيي المتنازع عليها ، ولكن وقف العمليات العدائية فى جنوب كردفان ليس فى متناول اليد بعد. وقال ليمان ، خلال جلسة استماع في مجلس النواب الاميركي «الاتفاق لم يوقع بعد، ولكننا قريبون منه»، وبالمقابل، فان المحادثات برعاية الاتحاد الأفريقي حول الأزمة بجنوب كردفان لا تزال حتى الآن متعثرة. وقال ليمان، ان الاتفاق حول أبيي ينص على سحب قوات الخرطوم وتعزيز وجود الأممالمتحدة مع قوات اثيوبية وتشكيل حكومة جديدة في المنطقة. وكان بيان للبيت الأبيض افاد بان أوباما ناقش في لقاء مع ليمان جهود الوساطة لانهاء الأزمة السياسية والانسانية في أبيي والأزمة الانسانية والعنف في ولاية جنوب كردفان. وعبر الرئيس الأميركي عن دعمه الكامل لجهود ليمان من أجل «الضغط لاستكمال المفاوضات بنجاح من أجل تحقيق الانسحاب من أبيي ،ووقف الأعمال العدوانية في المنطقة ،ومن أجل دعم قيام دولتين قابلتين للحياة تعيشان بسلام». وفي جنيف قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة اليزابيث بايرز ، خلال مؤتمر صحفي «ما زال انعدام الامن مستمرا وما زالت الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة خاصة في جنوب كردفان». واضافت ان «استمرار انعدام الامن والقيود المفروضة على حركة عمال الاغاثة ما زالت تعيق بشكل خطير الوصول الى المدنيين النازحين من مدينة كادوقلي والمناطق المحيطة بها». وتابعت المتحدثة «طالبت الاممالمتحدة بفتح ممرات انسانية بالاخص بين مدينة كادوقلي والعبيد شمالا للسماح بمرور آمن للنازحين من المنطقة، وهو امر غاية في الاهمية». وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، ان بعض سكان كادوقلي ممن لديهم سيارات فروا باتجاه العبيد، بينما سار اخرون على الاقدام باتجاه جبال النوبة. وبحسب مصادر الاممالمتحدة ، فقد نزح زهاء 60 ألف نسمة من سكان كادوقلي ومحيطها هربا من اعمال العنف التي تجددت في الخامس من يونيو بين القوات المسلحة ومقاتلين مرتبطين بالجيش الشعبي لجنوب السودان. واعربت الاممالمتحدة عن خيبة املها من عدم تلقيها سوى 730 مليون دولار من بين 1,7 مليار دولار مطلوبة لانقاذ الوضع الإنساني في السودان، ما يمثل نسبة 43% فقط من الحاجة.