تطفو على السطح العديد من المشكلات وسط الطلاب فى مجمعاتهم السكنية تهدد كياناتهم، وربما تتحول الى ظواهر خطرة ليس فى محيط الطلاب فحسب، بل تطول المجتمع بأسره إذا لم يتم تداركها ووضع المعاجلات اللازمة لها، ومن بينها مشكلات العنف الطلابى والسرقات وتعاطى المخدرات، وغيرها من التصرفات والظواهر السالبة التي بدأت تطل بوجهها القبيح أخيرا، وسط من هم نصف الحاضر وكل المستقبل. وعلى إثر ذلك تتعاظم المسؤوليات أمام الباحثين الاجتماعيين الذين يقومون بدراسة الحالات الاجتماعية والسلوكية والاقتصادية والأكاديمية للطالب، ويعملون على إيجاد حلول مناسبة لتلك المشكلات بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة. وفى هذا السياق نظمت إدارة الصندوق القومى لرعاية الطلاب بولاية سنار ورشة عمل تحت عنوان «تفعيل عمل الباحث الاجتماعى بالمجمعات السكنية للطلاب» برعاية أمين الصندوق. ودعت الورشة الى العمل بروح الفريق لحل المشكلات التى تواجه الباحثين الاجتماعيين فى المجتمعات السكنية الطلابية، مثل مشكلة العنف الطلابى، ووضع خطة عاجلة لعلاجها بناءً على نوعيتها ومسبباتها، وعمل دراسة اجتماعية نفسية للطالب، والوقوف على مصادر الضغوط التى أدت الى العنف، والقيام بعمل جلسات إرشادية، وذلك بالتنسيق مع فريق العمل، والاستعانة بالوحدات الإرشادية والمناشط والإسكان والمتابعة والإشراف، وذلك حسب ما يراه الفريق. وأكدت الباحثة الاجتماعية ياسمين الحسن أحمد، أن تفعيل عمل الباحث يأتي من خلال وضع منهج عمل موحد للعمل به فى المجمعات السكنية، وتكوين فريق عمل يضم الإدارات ذات الصلة بعمل الباحث الاجتماعى للوصول الى الحلول المناسبة للمشكلات التى تواجه الطللاب في ما يتعلق بالعنف الطلابى والسرقات، مشيرة الى أهمية تكثيف البرامج الإرشادية والوقائية للحد من تلك المشكلات، عطفاً على توثيق العلاقات بين المشرف والعاملين فى مجال رعاية الطلاب عند تقويم سلوك الطالب، وابتكار أساليب فعَّالة فى معالجة الظواهر السالبة. وأوصت الورشة بدراسة الحالة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية للطالب وفق الطرق العلمية، بما في ذلك الزيارات الميدانية، والعمل مع الجهات ذات الصلة لحل مشكلات الطلاب، والمشاركة فى أعمال اللجان المختلفة، ومتابعة الطلاب المتعسرين أكاديمياً وحل مشكلاتهم، وإصدار توصية لمدير الرعاية الاجتماعية أو مدير المجمع بدعم الحالات الاجتماعية الطارئة. وأكد أمين صندوق رعاية الطلاب محمد بابكر كشك، أن الباحث الاجتماعى هو رأس الرمح فى معالجة مشكلات الطلاب الاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية بالتعاون مع إدارات: «الرعاية الاجتماعية، الكفالة، إدارة الخدمات الصحية، بالإضافة الى إدارة الإسكان»، وأعلن أن توصيات الورشة ستجد طريقها للتنفيذ بحصر المشكلات السلوكية والأخلاقية ووضع المعالجات. وأشار إلى لجوء الصندوق إلى الاستعانة بعدد من الباحثين الاجتماعيين والمختصين والمشرفين التربويين لتحليل المشكلة والوصول الى معالجات بشأنها. وأكد انطلاق الإدارة فى تفعيل عمل المناشط الثقافية والرياضية والتربوية، وقيام ليالى الإبداع الطلابى وليالى السمر والدورات الرياضية بالوحدات السكنية لدى الطلاب. وللتعامل مع الطلاب أوصت الورشة باكتساب أساليب فعَّالة فى حل مشكلات الطلاب، وتقويم سلوك الطالب وتوجيهه نحو الصواب وإبعاده عن الخطأ، والعمل على توثيق الروابط والتعاون والاحترام بين الطلاب والعاملين فى مجال رعاية الطلاب، إضافة الى إعمال القدوة الحسنة والإحاطة بأحوال الطلاب وتحسس ظروفهم ومشكلاتهم .