اتهم وزير الخارجية علي كرتي، جهات خارجية لم يسمها باستغلال التطورات التي حدثت في منطقة أبيي، للمطالبة بتمديد تفويض قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام في السودان «يونميس»، وقال ان المنادين بتمديد اجل البعثة «للاسف» لم يقدموا اية افكار جديدة في هذا الشأن، لكنه لم يستبعد وجود قوات أممية علي الحدود بين الشمال والجنوب بغرض المراقبة. وقال كرتي، عقب لقائه وزير الخارجية الالماني غيدو فستر فيلا ، امس، ان الاتفاق الذى تم التوقيع عليه بين الشريكين في أديس أبابا اعطى قوات «يونميس» الحق فى الوجود شمالا، واضاف « نحن نحترم ذلك كما توجد هناك فكرة جديدة حول نشر مراقبين متى ما دعت الضرورة الى ذلك»، وتابع « ربما تدعو الحاجة الى وجود خاص لقوات يونميس فى السودان» ملمحاً بذلك الى مناطق أبيي وجنوب كردفان والنيل الازرق». واشار الوزير الي وجود افكار لنشر مراقبين على الحدود « لكن البعثة بشكلها الحالى وطبيعة مهامها الحالية لا اظن ان هناك مبررات جديدة لبقائها «. ودعا المجتمع الدولي الي اخذ الامر في الاعتبار، واضاف «اننا نلتزم بالقانون ولا نعطل من عمل الاممالمتحدة فى السودان فى كل المجالات». واطلع كرتي الجانب الالمانى على مجريات الاحداث بدارفور، ومخرجات مؤتمر اصحاب المصلحة بالدوحة، واشار الى رغبة المانيا فى الاهتمام بالاقتصاد السودانى، ودعم الاوضاع الانسانية والتنموية والاستثمار في السودان. من ناحيته، رحب الوزير الالماني بمقترح الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي بشأن نشر قوات اثيوبية في منطقة أبيي، وقال «نحن على يقين انه اذا ماتم حل هذا سيكون البوابة لصفحة جديدة للتعاون بين البلدين»، ودعا الشريكين لايجاد حل سلمى للخلافات التى حدثت مؤخرا فى جنوب كردفان وأبيى. وأكد وزير الخارجية الألماني على ضرورة تحقيق عملية انفصال بشكل سلمي لجنوب السودان، وطالب الجهات المعنية في شمال وجنوب السودان بحل أوضاع اللاجئين جراء النزاع في أبيي وجنوب كردفان. وقال، ان «انفصال الجنوب لا ينبغي أن يفشل في خطواته الأخيرة»، ودعا الطرفين الى حل القضايا المفتوحة سلميا، مؤكدا أن الهدف هو تحقيق عملية استقلال جنوب السودان بشكل سلمي ،وقال: «هذا لا ينبغي أن يؤدي الى نزاعات جديدة». وأعلن فسترفيلا ،ان بلاده خصصت مليون يورو اضافية كمساعدات انسانية للسودان، ليصل اجمالي المساعدات الانسانية للسودان في عام 2011 الى 4.2 مليون يورو. وقال الوزير الألماني: «نتابع بقلق شديد الوضع المتأزم للاجئين جراء الصدامات العنيفة في أبيي وجنوب كردفان، وعلى هذا قررنا توفير مزيد من المساعدات الانسانية»، وأضاف قائلا: «اننا نطالب أيضا الجهات المعنية في شمال وجنوب السودان بالعمل على ايجاد حلول عملية وسريعة لمصلحة هؤلاء الذين يعانون على الحدود بين شمال وجنوب السودان. كما يجب اتاحة الفرصة لعمال الإغاثة للوصول دون عوائق للمناطق المنكوبة.