حذرت الأممالمتحدة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت من أن أي تعيينات سياسية يجب أن تتم بالتوافق مع اتفاق السلام الذي أبرمه مع نائبه الأول زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار الذي أزاحه وقام بتعيين نائب جديد خلفاً له وهو وزير المعادن تعبان دينق. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق، إنها تدعو الأطراف كافة إلى ضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار وحل أي خلاف بشكل سلمي عن طريق الحوار. وكان كير أعلن في مرسوم الإثنين الماضي تعيين وزير المعادن تعبان نائباً أول له بدلاً من رياك مشار، في خطوة قد تقوض اتفاق السلام الذي أبرم العام الماضي بين كير ومشار. وأدى دينق أمس الأول اليمين الدستورية أمام كير إيذاناً بتسلمه مهام منصبه الجديد وسط تحذيرات شديدة من المعارضة، بأن الإطاحة بزعيمها مشار ستؤدي لحرب طاحنة في البلاد. من جانبها قالت المعارضة في جنوب السودان إن إزاحة الرئيس سلفاكير ميارديت لزعيمها رياك مشار من منصبه وتعيين تعبان دينق بمثابة انقلاب على اتفاقية السلام، وإعلان الحرب ضدها، وإعادة الأمور للمربع الأول. وهدَّدت بإزاحة سلفاكير من السلطة وتخليص الجنوب من ديكتاتوريته. وقال المتحدث باسم المعارضة مناوا بيتر جاتكوث، في تصريحات خاصة ل (شبكة الشروق) من مقر إقامته بالعاصمة الكينية نيروبي، ليل الأربعاء، إن حركتهم تعيد حالياً تنظيم صفوفها على المستويات السياسية والدبلوماسية والعسكرية لمجابهة قرار الإطاحة بمشار. ورأى أن قرار تعيين تعبان دينق قاي من قبل الحكومة خرق واضح لاتفاقية السلام، وتأكيد على تنصل سلفاكير عن التزامه بتنفيذ اتفاق السلام مع المعارضة، فضلاً عن أنه (يقطع الطريق أمام مشروع الإصلاح المؤسسي الذي دعا له طرفا الاتفاق). وأكد جاتكوث أن تعيين (تعبان) لن يغير من حالة الانهيار الاقتصادي وانعدام الأمن القومي وحكم القانون، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم المعارضة جاتكوث إن «جميع خياراتهم باتت مفتوحة للرد على قرار سلفاكير، بما فيها إزاحته عن السلطة، وتخليص الجنوب من نظامه الديكتاتوري. وشدَّد جاتكوث على أن (الهجمات التي تقوم بها القوات الحكومية ضد المعارضة في منطقة الاستوائية، وتركيزها على استهداف مشار لن تحقق أغراضها، وقد اختبرت قوات سلفاكير ذلك وتأكدت من مقدرة وجاهزية قواتنا على ردعها). ونفى ما تردد عن عودة مشار إلى منطقة فنجاك، وقال إنه لا يزال في الاستوائية. وبشأن مصير وزراء الحركة وقادتها الموجودين في جوبا الذين أوصوا بتعيين تعبان دينق، قال المتحدث الرسمي إنهم (لم يساهموا كلهم في تنصيب تعبان، ولبعضهم موقف واضح من المؤامرة بعد ممارسة الضغط عليهم وإرهابهم بواسطة الأجهزة الأمنية، ولكننا لاحقاً يمكننا التعامل مع هؤلاء بعد تقصي الحقائق). ولفت إلى أن المعروف لديهم أن السفير إيزكيل لول قاركوث هو الوحيد المشترك في الأمر مع تعبان دينق قاي منذ البداية.