بدأت الدورة السابعة والعشرين لمعرض الخرطوم الدولي امس الاول وسط احتفائية غير تقليدية شهدها نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه بمشاركة 18 دولة بينها دول لاول مرة كروسيا وقبرص وعدد كبير من الشركات بعضها عن طريق الكاتولوج كدولة النمسا والتي اوفدت المستشار التجاري بسفارتها بالقاهرة ليشرف على هذا المعرض والذي تشارك فيه 48 شركة نمساوية تأمل ان يكون لها علاقات تجارية مع السودان... وعلاقات السودان التجارية مع النمسا تمتد الى اكثر من قرن ونصف القرن حيث الشلن النمساوي الذي كان سائداً آنذاك... اما العلاقات التجارية فقد بدأت بعد الاستقلال بفتح قنصلية تجارية لخدمة الاهداف المشتركة للبلدين وقد كانت النمسا المورد الرئيسي للاخشاب للسودان من خلال الموردين الكبار آنذاك وهما العشي والخبير وغيرهما من الموردين المعروفين. ولكن ومنذ عام 1990م قامت النمسا بالغاء عدد من ملحقياتها التجارية في الخارج ومن ضمنها السودان وابقت على مكتب تجاري يديره اخونا فيصل حسن عوض الله.. الآن للنمسا مصالح في السودان تتمثل في توليد الكهرباء من جبل الاولياء بتوربينتين وبقيمة 40 مليون يورو وكذلك في الروصيرص بقيمة 30 مليون يورو.. كما صدرت النمسا عددا من السلع للسودان بقيمة 30 مليون يورو حتى اكتوبر الماضي اهمها الماكينات التي اشتهرت بها النمسا من حيث الجودة خاصة لصناعة البلاستيك وكذلك الاخشاب والكيماويات.. والنمسا التي تعتبر احد ثلاث دول في العالم كما يقول المستشار التجاري د. التمان بسفارتهم بالقاهرة تقوم بتصنيع ماكينات خاصة بخطوط السكة الحديد.. وتورد الآن انابيب مجاري لولاية الخرطوم عبر شركة مشتركة كما ستقوم شركة جياد بتصنيع معدات اطفاء باذن خاص من اكبر الشركات النمساوية في هذا المجال. والنمسا تقوم باستيراد صمغ البخور من السودان بالاضافة الى السمسم وملبوسات.. ولتوسيع مدار العمل التجاري بين البلدين ستحضر بعثة تجارية خاصة تضم عددا من رجال الاعمال الى السودان نهاية ديسمبر الحالي. هنالك مستقبل واعد لاتساع العلاقات بين البلدين حيث تنظر النمسا الى السودان كاكبر بلد افريقي يمكن ان تنمو معه العلاقات بين البلدين. ما لفت نظري في تجربة النمسا مع المستشارين التجاريين انهم يتبعون للغرفة التجارية ويعملون على تنوير رجال الاعمال في بلدهم بغرض العمل التجاري قبل ان يتكبدوا مشاق وتكلفة الحضور خاصة ان للنمسا شركات متوسطة في عدد سكان لا يتجاوز الثمانية ملايين ولكنهم يتميزون بالكفاءة العالية والاتقان في الانتاج والذي يجد قبولا من كافة انحاء العالم. في حلقة قادمة سنواصل الحديث عن معرض الخرطوم الدولي وشكله هذا العام.