اتجه مزارعون بمشروع كوربا الزراعي بالشمالية للبحث عن بدائل غير مهنة الزراعة التى ورثوها عن «أجدادهم» بعد الفشل الذي أصبح ملازماً للمواسم الزراعية الأخيرة، وقال مزارعون إن المشروع ظل يعاني من صراع الإدارات ونقص التمويل، والآفات. وشكا المزارعون من فشل صاحب المواسم الزراعية بالمشروع الذي تتجاوز مساحته 13 الف فدان، مما أدى لهجرة بعضهم الزراعة والبحث عن مهن أخرى. وأكد مسؤولون عدم وضوح الرؤية في المسائل الإدارية بجانب تفشي الآفات الزراعية، ما أدخل المشروع في مديونيات كبيرة. وقال المزارع الصادق عوض للشروق إن المشروع ليست له هوية، وتابع: «يمكن أن نسميه «يتيم الوالدين» لأن إدارات المشروع المسؤولة غير ثابتة تتغير من فترة لأخرى، وزاد: «تكوين الإدارات يتم ليلاً دون علم المزارعين». وطالب الحكومتين الاتحادية والولائية بالتدخل الفوري لإنقاذ المشروع من حالة التردي، مشيراً لارتفاع المواد المرتبطة بالزراعة، مع وجود مديونية كبيرة على المشروع قدّرها بحوالي 700 ألف جنيه. وأضاف المزارع علي طه، أن الموسم الزراعي أصبح يتسم دوماً بالفشل الكامل، ودلل على حديثه بأن «قندول عيشة الريف الواحدة به خمس حبات»، مشيراً لتدني إنتاجية القمح والفول، ما أدى لدخول مزارعين في ديون كبيرة. واستشهد طه بأنه مطلوب 750 جنيهاً بسبب محصول الفول، وجزم بعدم عودته للزراعة حال استمرار المشروع بوضعه المتردي حتى لو اتجه لامتهان مهنة أخرى. من جانبه، أقر عضو مجلس إدارة المشروع، محي الدين قاسم، بفشل المواسم الزراعية الماضية نتيجة للسياسات الزراعية، وضعف التمويل،ونبه لخطورة آفتي «الشوفان والعدار»، إضافة للتقاوي القادمة من خارج البلاد والتي يفترض أن تتولى مسؤوليتها الجهات المختصة. وقال المدير المالي للمشروع، أحمد محمد علي، إن هناك معوقات مختلفة تتطلب معالجة مستقبلية، بينها تأخير التمويل عبر البنك الزراعي فرع الحفير، مع ارتفاع أسعار المحروقات والتقاوي والأسمدة وهامش الربح كبير «10%». وبرر المدير تدني إنتاج مشروع كوربا في السنوات الماضية بوجود حشائش الشوفان والعدار وارتفاع أسعار المبيدات، واعتبر إدخال الكهرباء للمشروع حلاً جذرياً، بجانب إدخال الحيوان في الدورة الزراعية والآليات الزراعية.