انتهى سيناريو الانفصال واصبح الجنوب دولة لها سيادتها ومضت اسباب الحياة رغم حالة البتر التي تعرضت لها البلاد .. وجاء شهر رمضان .. كان ابناء الجنوب يشكلون جزء من النسيج .. انها المرة الاولى التي تصوم فيها الخرطوم وتفطر بلا اثر ووجود لابناء الجنوب صحيح ان المسلمين منهم اقلية ولكنها كانت تتفاعل وكانت جزء حيويا من نسيج رمضان تراهم مع اخوتهم يفطرون في الساحات بذات الصينية ومقوماتها .. حتى اصحاب العقائد المختلفة من الجنوبيين يحترمون خصوصية هذا الشهر. الصحافة التقت ببعض المواطنين من المناطق التي كانت بها كثافة جنوبية تحدثوا عن الجنوبيين في رمضان تقول حواء ادريس الدراسات الدبلوماسية بطبيعة الجنوبيين يحترمون خصوصية الشهر ولمست ذلك اذ انها ظلت تجاور اسراً جنوبية ومضت حواء للقول انهم يجيدون التعامل الراقى وخاصة فى شهر رمضان ويبادلوننا الاطعمة ويتفقدون حال جيرانهم وقد افتقدهم الناس بالحي كثيرا فى الشهر عبد الخالق صديق (موظف ) يسكن الخرطوم شرق قال ان عودة ابناء الجنوب لم تشكل اى تأثير على الشكل العام فى رمضان ربما لانهم ظلوا بمنأى عن بعض الخصوصيات وكشف عبدالخالق انه لمس من بعض الذين يلتقيهم في الشارع العام من الجنوبيين انهم يحترمون خصوصية شهر رمضان الدكتور على بابكر قال افتقدنا الجنوبيين كثيرا خاصة انهم يحترمون خصوصية رمضان ولايتعدوا على حرماته ويتخلون عن بعض السلوكيات التى فيها تجريح للصائمين ويرى الدكتور علي ان اكثر القطاعات تأثرا بذهاب ابناء الجنوب هو قطاع البناء والتشييد اذ كانت بصماتهم واضحة وبارزة فى العمران مارغو فيلب من قبيلة الباريا قالت ان شهر رمضان جميل و تمنت لو انها مسلمة لكى تنعم بالخيرات التى يحظى بها الصائم وتحدثت مارغو قائلة انها من مواليد العاصمة ولاتعرف شيئا عن الجنوب وان علاقتها بالجيران الشماليين اقوى من علاقتها بابناء جلدتها من الجنوبيين وكشفت مارغو انها وبحلول شهر رمضان تذهب الى جيرانها لتقول لهم (رمضان كريم )ولايقتصر الامر على الجيران فقط وانما الزملاء فى الجامعة وتظل تتابع احوالهم مع الصيام عبر الهاتف واضافت ان الله انعم على جدها بنعمة الاسلام وكل يوم يحمل صينية الافطار ويخرج بها للفطور مع الجيران خارج المنزل مؤكدة انها لاتتناول الطعام امام اخوانها المسلمين فى الجامعة. اما بيتر داك فيعتقد ان تسامح الأديان الموجود في السودان غير متوفر في دولة اخرى ويضيف : ( بغض النظرعن افرازات الانفصال لابد من الاعتراف اننا كمعتنقين للديانة المسيحية لم تواجهنا صعوبات في اداء شعائرنا ونجد كل الاحترام من المسلمين الذين نبادلهم ذات الاحترام خاصة في شهر رمضان الذي له خصوصية وقدسية كبيرة لدى الاخوة المسلمين ،ونحن في كثير من الاحيان نتناول وجبة الافطار مع المسلمين وهذا يوضح التسامح الموجود بيننا ،وفي شهر رمضان يتحلى الجميع بالصبر ومكارم الاخلاق وهذا ما دعا له الرب ،واخيرا ورغم الانفصال لابد ان اشير الى ان الجنوبيين الذين عادوا الى موطنهم بعد الانفصال يحترمون شهر رمضان ويقدرون مشاعر المسلمين). أحمد الصادق قال بالرغم من ان بعض جيرانهم من غير المسلمين الا انهم حريصون على الافطار معهم وتفقد احوالهم وبالتالي نجد ان الذين لايصومون يحترمون الشهر ويتخلون عن السلوكيات غير الجميلة ولان الدين اوصى بالتعامل والدين هو المعاملة