٭ دخلت وكالة السودان للأنباء (سونا) في العملية الانتخابية من خلال البرنامج اليومي الذي يبث من خلال قناة النيل الازرق والذي استضافت من خلاله عددا من مرشحي رئاسة الجمهورية. وقد جذب (مجهر سونا) العديد من المشاهدين من خلال طرح البرنامج وتقديم الاسئلة والاجابات اذا كانت من المرشح او من كبار مساعديه. وبهذا العمل دخلت (سونا) في العملية الانتخابية وحجزت لنفسها مكانة مرموقة بين مؤسسات الاعلام الاخرى التي تشارك بفعالية في هذا المضمار. وتوقع الجميع ظهور جيد للقنوات الفضائية والاذاعات والصحف في هذا الموسم السياسي اكثر من وكالة الانباء السودانية وذلك لطبيعة عمل الوكالة وطريقة بث انتاجها من خلال الموقع الالكتروني او عن طريق الاشتراك او ما تساهم به الصحف اليومية من انتاجها اليومي للاخبار. وبهذا العمل فتحت (سونا) لنفسها مجالاً اعطاها مساحة مقدرة لهذا الجهد الإعلامي الذي اصبح حديث الناس من خلال ما ينتج من هذا (المجهر). ولذلك عدة أسباب، اولاً البرنامج جاء بشكل جديد يجمع ما بين المناظرة والمؤتمر الصحفي من خلال كيفية طرح الاسئلة، ثانياً ان البرنامج اتى مباشرة وعلى الهواء وبالتالي انتفت صفة (مونتاج) أو حتى الذي يخرج من ضيوف البرنامج اذا كانوا في المنصة أو في القاعة يعطي البرنامج نكهة خاصة ميزته عن كثير من البرانج الاخرى في المؤسسات الاعلامية المختلفة، خاصة اذا شملت تلك التعليقات نقداً مغلظاً للنظام او لبعض سياساته. ثالثاً وجود كبار المساعدين مع مرشح رئاسة الجمهورية واشتراكهم في الاجابات والرد على الاسئلة ذات التخصصية في الشأن التنظيمي للحزب. ويؤخذ على البرنامج ان استعان بشخصيات إعلامية من خارج (الوكالة) رغم انها تعج بالكوادر فكان يمكن ان يقدم هذا البرنامج احد العاملين بالوكالة بدلاً من الاستعانة بالاستاذ بابكر حنين وهو شخصية عملت في أجهزة اعلامية معروفة، وايضاً الاستعانة بالاستاذ الصحفي ابراهيم دقش و(سونا) غنية بالكوادر الاعلامية حتى بعض الزملاء من المؤسسات الإعلامية الاخرى الذين يشاركون في الاسئلة والتعليقات لا داعي لهم فكل الكادر الذي سينفذ هذا البرنامج في التقديم وطرح الاسئلة يجب ان يكون من أهل سونا وما أكثر العاملين في مجال التحرير الصحفي والتغطيات، والامر بسيط جداً وهوانه يجب ان يسجل هذا العمل باسم (سونا) كاملاً. نعم.. قد تكون هناك ظروف او ضروريات اقتضت من الادارة العليا في (سونا) ان تلجأ الى مثل هذا التصرف، وهى بالتأكيد ستضع في حساباتها حين تقيُّم هذا العمل في النهاية ستصل الى تلك النتائج. وأحسب ان الاستاذ عوض جادين مدير وكالة السودان للأنباء الذي عمل سابقاً مديراً للاذاعة السودانية ومديراً للتلفزيون قد وظف تلك الخبرات في ان تكون (سونا) حاضرة في هذا (الموسم السياسي) بالقدر الذي يحفظ لها تاريخها الطويل في العمل الإعلامي منذ نشأتها والتطور الذي صاحبها خلال تلك الفترة ومن هنا تكون (سونا) بهذا العمل قدمت رؤية جديدة في الطريقة نفسها وفي حضورها المميز وسط المؤسسات الإعلامية الاخرى في هذا الموسم السياسي.. وهذا إبداع في زمن النمطية.