احتفلت المملكة العربية السعودية بالذكرى الواحدة والثمانين لتأسيسها على يدي الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، بعد رحلة تحرير صعبة وملاحم تاريخية بارزة، توجها، بعد أن وفقه الله، بتوحيد أشتات وقبائل وأقاليم الجزيرة العربية. وبعد الملك عبد العزيز، رحمه الله، سارت المملكة على نهجه، وسار أبناؤه الملوك الذين خلفوه في القيادة، وهم الملك سعود بن عبد العزيز من عام 1953م إلى عام 1964م، والملك فيصل بن عبد العزيز من عام 1964م إلى عام 1975م، والملك خالد بن عبد العزيز من عام 1975م إلى عام 1982م، والملك فهد بن عبد العزيز من عام 1982م إلى عام 2005م، حتى العهد الحالي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على منواله، فكان الأمن والاستقرار، وكانت التنمية الشاملة والنهضة الراسخة والقوة الاقتصادية المتميزة للمملكة. إن جسراً من المودة يربط بين السودانيين والمملكة العربية السعودية، والشاهد هو هذه العلاقات المتميزة بين الشعبين والقيادتين ممثلة في خادم الحرمين الشريفين والرئيس عمر البشير، الذي يحرص على التواصل والتشاور مع أخيه خادم الحرمين في كل ما يرسخ ويقوي العلاقة بين البلدين الشقيقين «هذا على المستوى الرسمي» أما على المستوى الشعبي، فإن أبناء المملكة، وجدوا من السودانيين كل العون عند بدايات النهضة السعودية الشاملة، حيث لعب المدرسون والأطباء والممرضون والعلماء وأساتذة الجامعات وخبراء الإدارة والمساحة والزراعة والبنوك، والزراعة، بل وكل قطاعات العمل، دوراً مشهوداً. كما وجد السودانيون كل عون مادي ومعنوي في ما ألم ّ ببلدهم من أمور تستحق العون، فكانت المملكة على رأس السبق في كل عون احتاجه السودان. وقد زار الملك فيصل والملك خالد رحمهما الله، السودان، ووجدا كل ترحيب من كل الجهات الرسمية والشعبية في بلادنا، كما زاره الأميران سلطان ونايف في الماضي، والسودان بلا شك يتطلع لزيارة خادم الحرمين الملك عبد الله، وكل المسؤولين في بلاد الحرمين، إذا ما سمحت ظروفهم، فهي الساعة المباركة لنا شعباً وقيادةً. وفي اليوم الوطني للمملكة، ندعو للبلدين والقيادتين والشعبين بالتوفيق، وأن تستمر مسيرة الإخوة الوثيقة، وأن تعلى قيم الصداقة وروابط الدين والدم والجوار بين البلدين الشقيقين إلى أعلى مراقي الرفعة والعلو والسمو، ففي الاتحاد قوة للعرب وللإسلام. والتحية للبلدين قيادةً وشعباً، وكل عام والجميع بخير وتقدم وازدهار وصفاء ووئام وتعاون في كل المجالات، بما ينفع البلدين.