في معية ارتشاف كوبٍ من الشاى المنعنع كنت اتصفح كلام الجرايد بمزاج عالى ولم لا؟والدنيا صباح السبت الاخضر ومن حولى الكلمة الثانية من زينة الحياة الدنيا وفجأة رن الهاتف المحمول في بشارة سعيدة تؤكد ان كوكبة من الزملاء الاعزاء بين ظهرانينا ضيوفا على الخرطوم في رحلة رسمية من نيالا وبما ان مدة اقامتهم محدودة وقد لاتطول قررنا (كلا الطرفين) ان نلتقى ولو على جناح سحابة صيف عابرة في حر العاصمة التى تشوى الوجوه والحمد لله تم اللقاء بين زملاء العمل وتشعب بنا الحديث الى مسارات مختلفة ونالت مواقف العمل الطريفة بالفاشر (ايام الزمن السمح) الحظ الاوفر من كعكة الزمن الذى عبر بنا نحو مسافات بعيدة جووووه مسارب الجوف... وكعادة السودانيين في الحديث (والونسات) تكون السياسة ?حلية (القعدة) وطبق الفاكهة الذى ينال منه كل متحدث حسب رؤيته ومواقفه ورغم تشعب المداخلات ومنطلقاتها توحدت الرؤية بأن اى حديث عن المستقبل بالسودان في ظل غياب السلام والاستقرار الاقتصادى الذى يحقق مبدأ سيادة الدولة ورفاهية المجتمع سيكون حديثاً للاستهلاك والتسلية ودوران عجلة الزمن سيكون ضد المنطق والحقيقة مما يكرس للمغالطة والجدل ضد شواهد الواقع والتأريخ واحسب ان الحالة السودانية داخل هذا الاطار منذ الاستقلال وحتى اشعار آخر بإذن الله تعالى... وحتى لا انسى ما رشح عن جلسة الصباح مع الجرايد دعونى اودع محطة رفاق الدرب التى انتهت بوداع حار وشكر وامتنان للاخوة قيادات وزارة المالية بنيالا على لفتة الزيارة البارعة واعدت قراءة الخبر اربع مرات سرا وجهرا ومازلت في حيرة من امرى ومصدر حيرتى اننى لم اجد مبررا واحدا يجعل بعض ائمة المساجد بنيالا يطالبون الرئيس ببقاء الاخ- دكتور كاشا واليا على جنوب دارفور بحجة ان يكمل بناء مابدأه ورغم وجاهة المنطق الا انه غير مستساغ الطعم لانه جاء في كبسولة النشيد الاولى برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ومشى في الارض يهدى ويسب?الماكرين وللاسف ان دعوة الائمة قد هزمت المبدأ الجميل والذى يصبو لاعلاء رايات الشورى والعدل واختصرت الحكاية (الهم العام) في نشرة منبرمحدودة جدا ولاغراض دنيوية زائلة وحتى تلبس هذه النداءات المنبرية لباس الحق النسبى (دعك عن الحق المطلق) كان من الاوفق ان تستمد حيويتها من شرائح مجتمعية مستقلة عن بلاط السلطة وانا على يقين ان ايادى الائمة ظلت ممدودة الى الخزينة العامة عبر شباك الصراف وعلى ضوء هذه الحقيقة تبقى شهادة هؤلاء في حق كاشا الوالى مجروحة وبتقدير ممتاز لارتباطها بمصالح دنيا خاصة وليست عامة حتى!!!!!!وفى تقد?رى ان الاخ كاشا ليس في حاجة الى شهادات استجداء بقدر حاجتةه الماسة الى المناصحة الشفيفة والدعم السياسى النقى من الشوفونية والخالى من كلسترول المنافع الشخصية ...والشئ المبكى والمحزن ان ولاء الرعية للراعى اصبح يغذى بانبوب العطايا والمنح وبات الولاء عبر منهج القوى الامين مجرد شعار سلفى ظلت تحمله رياح الماضى عبر اشرعة السلطة وتمنحه هتافات المستفيدين رخصة المرور دون الخضوع لاى اختبارات وتمحيص مما ادى الى تسمم اجواء العمل العام بالفساد والمحسوبية والجهوية والعنصرية. وهكذا دخلت معايير الحكم الراشد الى كهف التأريخ ?انزوت بعيدة معتزلة معاشرة الواقع وكل شواهد العمل العام ومشاهداته تؤكد ذلك وعلى الاخوة الائمة بنيالا ضرورة مراجعة مواقفهم وتصريحاتهم على ضوء الحقائق الماثلة للعيان ولا احد يستطيع حجب نور قرص الشمس بيده اللهم الا اذا كان مكابرا.. واستمرارية كاشا واليا على جنوب دارفور منطق يجب ان يستمد قوته من قناعة المواطن العادى بعيدا عن الوصاية باسم الدين والتشفع بمبررات اقرب الى التسول منها الى الشورى التى يجب ان تمارس عبر مؤسسات الحكم ومنابر الرأى المخصصة لذلك. وعلى الاخ رئيس الجمهورية تجاهل مثل هذه التوسلات الجريئة التى?تحمل في احشائها بذور المنافع الخاصة وليست العامة و الاخ كاشا حتى الآن يحظى بقبول ورضا جماهيرى بولايته التى تتسمم بالقلق والوعى السياسى الذى يحصنها ضد وسوسة وثرثرة المنتفعين بالمدح في بلاط السلطة ولحسن الطالع ان تحالف التأريخ والحظ دوما ما يخدم هذه الولاية التى تحظى بتميز جعلها عروسا للغرب وماكاشا الا حلقة في سلسلة حكام يبقى عطاء كل منهم هو جواز سفره عبر تاريخ هذه الولاية وتبقى الشفاعة بالعطاء والانجاز هى التى تكفل للوالى الاستمرارية من عدمها. ومنابر الجمعة يجب ان تتصدى لما يمس قيم العدالة والتكافل والتوحي? لاعادة بناء النسيج الاجتماعى بدارفور حتى يتجول السلام والامن في ربوع دارفور وتحوم الطمأنينة بين الناس .و لمنبرالجمعة حرمته التى تحفظه بمنأى عن سقطات السياسة... ودمتم [email protected]