قال زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، ان حزبه لن يكرر تجربة «الصحوة الاسلامية»، وهي البرنامج الانتخابي الذي خاض به الحزب انتخابات 1985، واتهم الحركة الشعبية بإشعال حرب بالوكالة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، واقترح تغييرا ديمقراطيا لنظام الحكم في السودان بدلا عن العمل على اسقاطه. ورأى المهدي خلال ندوة لحزب الامة في واشنطن عن تغيير النظام أن كلمة التغيير تعني شيء ايجابي مرتب له ويكون هناك تحضير لكل الخطوات. واضاف أما الإسقاط فيعني إسقاط النظام وبعد ذلك البحث عن بديل كما حدث في بعض الدول. ودعا المهدي الى وضع مقترح دستور يحكم به السودان مستقبلا وتقديمه للاحزاب، قبلته اورفضته، ومن ثم تبني طرح يتفق عليه الجميع. وحصر انماط المعارضة المطروحة الان في ثلاثة اشكال، الدارفورية المسلحة وتحالف كاودا لاسقاط النظام ثم الحركات الشبابية التى تنادي بإسقاط النظام عن طريق الثورة الشعبية وبالخروج للشارع، واضاف ان بديل حزب الامة هو تغيير النظام بالتحول الديمقراطي مستصحبا بعض التجارب العالمية والمحلية في تغيير الانظمة الشمولية مثلما حدث في البرازيل وارغواي وثورة اكتوبر. وحذر المهدي من ان السودان يواجه خطرا محدقا يتطلب الاسراع في ايجاد حلول لأزمات البلاد، خاصة بعد استصدار الاديرة الاميركية قرارا بحماية المدنيين في السودان جراء القصف الجوي، مذكرا بتجربة الناتو فى ليبيا وفرض الحظر الجوي على نظام القذافي ومن ثم التدخل العسكري لاسقاط نظامه بدعم الثوار. واعتبر ان الحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق كانت حربا بالوكالة. ونادى المهدي، بأهمية العودة الى مقرارات اسمرا المصيرية والتى اتفقت عليها قوى المعارضة عام 1995 في اسمرا، ونفى وجود تناقض بين تلك المقررات و»الاجندة الوطنية» التي طرحها حزبه باعتبار ان الاولى طالبت بإلغاء قوانين سبتمبر «الشريعة الاسلامية» بينما نادت الثانية بدستور عريض تكون مصادر التشريع فيه اسلامية. وقطع بأن حزب الامة لن يكرر تجربة «الصحوة الاسلامية»وما تبعها من برامج انتخابية دينية كما حدث في انتخابات 1985م، واوضح ان قوانين سبتمبر لم تكن اسلامية وصحيحة، قائلا انه قال عنها يوما: «انها لا تساوي المداد الذى كتبت به».