قضي حريق هائل على مجمع المصنع السوداني الالماني للمواد الغذائية ظهر أمس، وساعدت شدة الرياح على تفاقم نيران الحريق التي استعرت لعدة ساعات في المجمع الذي افتتح العام الماضي. والتهم الحريق مجموعة مصانع مملوكة لرجل الاعمال معاوية البرير في ضاحية سوبا جنوبي الخرطوم، وغطت سحب الدخان الاسود التي شوهدت من وسط الخرطوم سماء المنطقة. ويشمل مجمع المصنع السوداني الالماني عدة خطوط لانتاج مشروب الشامبيون والكرتون ومواد التغليف والكيك والبسكويت والشعيرية. وأفاد شهود عيان (الصحافة) ان النيران اندلعت من قسم انتاج الكرتون ولشدة قوة الرياح ووقوع المصانع في منطقة فسيحة تطايرت بقايا الكرتون المحترقة في الهواء مما ساعد على انتشار الحريق لعدة «جملونات» بالمجمع. وهرعت إلى مكان الحريق العشرات من سيارات الدفاع المدني بيد ان شدة الرياح وتقارب جملونات المصانع جعلا السيطرة على الحريق امرا صعبا رغم استنفار المزيد من سيارات الإطفاء. واصيب عدد من عناصر وحدات الاطفاء بحالات اغماء جراء الادخنة المتصاعدة من المواد الكيميائية المحترقة، ودفعت شرطة الدفاع المدني بتعزيزات اضافية على ظهر «دفارات» لتعزيز قواتها المنهكة جراء اطفاء الحريق الذي استمر منذ الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا وحتى مساء امس. وقال مدير شرطة الدفاع المدني ولاية الخرطوم، اللواء عبد الله عمر الحسن (للمكتب الصحفي للشرطة) ان قوات الدفاع المدني تمكنت من حصر الحريق وعزل وانقاذ مصنع السلفان الملئ بالمواد الكيميائية، بجانب عزل وانقاذ مصنع تنقية المياة الغازية والالبان والعصائر ومجموعة مصانع الحلاوة والعصائر الجافة والادوات المكتبية، بالاضافة الي انقاذ مجموعة كبيرة من المخازن . وشارك في عملية الاطفاء عدد من وحدات الدفاع المدني بكل من ادارة الكهرباء وهيئة الطيران المدني ووحدة تأمين البترول، بجانب وحدات الشرطة المختلفة حيث بلغت جملة عربات الاطفاء التي شاركت في عملية الاطفاء (40) عربة اطفاء وامداد. واضاف اللواء عبد الله انه لا توجد وفيات او اصابات سوى احد رجال الدفاع المدني الذي اصيب اثناء تأدية واجبه اصابات طفيفة وتم اسعافه الي المستشفى واتخذت الاجراءات القانونية لمعرفة ملابسات الحريق. . وافاد (المكتب الصحفي للشرطة) انه اشرف علي عمليات الاطفاء والي ولاية الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر بجانب عدد من قادة الشرطة والمسؤولين بحكومة الولاية.