في كل عام يحتفل المسيحيون الكاثوليك بعيد الميلاد المجيد ، وظلت معظم مناطق الخرطوم تشهد احتفالات صاخبة ومسيرات دينية علي وقع الاناشيد والمزامير الكنسية ، بيد ان هذا العام كان مختلفا ، فقد غابت الحشود التي انتقلت الي دولتها الجديدة ولم يخرج من بقى كالعادة الى الحدائق العامة كما كان في السابق مشاغل اعداد امتعة السفر والتفكير في المستقبل الذي سيواجهونه في مقبل الايام طغت علي الاحتفال لم يخرج الي الحدائق سوي بعض الطوائف المسيحية الاخري من غير الكاثوليك كالاقباط وبعض من معتنقي الطائفة الارثوذكسية الاثيوبية . ويكشف ضعف ظهور اتباع الكنيسة الكاثوليكية الذين تقلص عددهم في الشمال منذ بدء استحقاقات اتفاقية السلام الشامل وانتهي بالانفصال وميلاد دولة جنوب السودان الي ان الكنيسة الكاثوليكية ستتراجع مكانتها باعتبارها اكبر طائفة مسيحية في السودان، ويشير مجلس الكنائس العالمي المدافع الاول عن الكاثوليك في السودان ان عدد المسيحيين في السودان تقلص الي 5 % بعد الانفصال نحو اقل من مليون كاثوليكي. والمسيحيين الانجلكان الى حوالي 500 ألف ومايقاربهم من البروتستانت والارثوذكس . ويلقي انخفاض عدد اتباع الكنيسة الكاثوليكية بتبعات علي مدى تأثير الكنيسة في الاحداث السياسية وينسحب الوضع علي المناشط الاخري للكنسية الكاثوليكية مثل التعليم عبر مؤسسة كمبوني . اجتهدنا في رصد الاحتفالات دون طائل و لم يعد سكان الخرطوم يشاهدون الراهبات الايطاليات بملابسهن البيضاء وطرحة الرأس وهن يقدن سياراتهن من طراز الفيات في شوارع المدينة ولن يسمع صوت اجراس الابراج العالية وهى تعلن عن قداس منتصف الليل او الترانيم المجلجلة وشجرة عيدالميلاد ، وأما القديسة بخيتة التي اعلنها الفاتيكان في بداية القرن الواحد والعشرين اول قديسة أفريقية سودانية بعد تطويبها واعلان كرامتها سيذهب اللقب الي دولة الجنوب ، بالطبع ستكون أصوات أجراس الكنائس عالية عند احتفال الطائفة القبطية بعيد ميلاد الس?د المسيح وفقا للتقويم الشرقي في السابع من يناير المقبل.