كما هو البحر الاحمر أهم الممرات المائية فى العالم كذا الولاية التى تسمى بإسمه فى السودان فقد كانت إحدى اهم ممرات الاحداث خلال العام 2011 فميلاده شهد أهم الاحداث الامنية النوعية على الاطلاق وهى الغارات الاسرائيلية على بعض الاهداف، ففى امسية 7 أبريل من العام 2011 شنت طائرتان حربيتان يرجح أن تكونا من طراز (الاباتشى) هجوماً صاروخياً على العربة السوناتا التى كانت تقل مواطنين بمنطقة (كلانييب) و نتج عن ذلك إستشهاد المواطنين وشيعا فى موكب مهيب بمدينة بورتسودان وأدانت الحكومة السلوك الاجرامى على ألسنة مسؤولين كبار بها فى الوقت الذى إعترفت به صحف إسرائيلية مثل يدعيوت احرنوت ومعاريف و صحيفة اسرائيل اليوم ، ولا يعد هذا الهجوم هو آخر إعتداءات دولة الكيان الاسرائيلى على السودان فقد شهدت خواتيم نوفمبر الماضى أنباء عن إعتداء آخر قبالة الحدود المصرية استهدف منقبين عن الذهب وعربة بوكس يقودها مواطن من قبيلة الرشايده كما اوردته صحف سودانية ومواقع عبر الشبكة العنكبوتية وتم نفيها من الجانب الحكومى ، وربط بعض المحللين ما حدث وزيارة رئيس دولة الجنوب سلفاكير الى تل ابيب والتحالف الاسرائيلى الاوغندى مع دولة الجنوب ضد نصفه الشمالى . ولم تكن الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضى السودانية حديثة عهد فقد سبق فى العام 2009 إعتدائين آخرين الاول فى مطلع العام وتحديداً فى الثانى عشر من يناير تم قصف عدد من زوارق الصيد بمنطقة (تلاتلا) على الساحل الجنوبى للولاية مابين طوكروسواكن خلف الحادث ضحيتين وفى ابريل من نفس العام قصفت الطائرات الاسرائيلية قافلةً تضم 16 سياره احرقت بمن فيها واعترف بذلك السيد مبروك مبارك سليم وقال إن الحادث وقع مابين جبل صلاح و جبل شعنون وهى قافلة لمهربى البشر . وما يشار اليه هو التخوف من مستقبل إستمرار هذه الاعتداءات من قبل فى ظل تكتم حكومى نسبى مع عدم تطوير القدرات الدفاعية والاستكشافية فى هذا الجزء الاستراتيجى من الوطن . وعلى ذكر تهريب البشر فقد شهد صيف العام 2011 حوادث غرق لزوارق تهريب البشر وقد توفى وفقد ما يقارب ال400 شخص معظمهم من جنسيات لدول مجاوره قدموا من أجل الهجره وقد تحطم زورقان قبالة سواحل سواكن وفى المياه الدولية للسودان. والجدير بالذكر أن عصابات تنشط فى تهريب البشر وتعمل بالتنسيق مع بعضها يطلق عليها (الكوبية) سياسياً لم يكن العام 2011 أقل إثارةً من جوانبه الامنية فقد شهد مطلع العام إختفاء والى الولاية وسفره المفاجئ وغيابه الطويل خارج الولاية وقد فتح غيابه كثيراً من الظن وإجتهادات المحللين فقد ذهب منهم الى أن الوالى على خلاف مع المركز ومنهم من تسارعت خطواتهم فى ذات الاتجاه ورجح تمرد الوالى وتأسيسه لمليشيا وغيرها والحقيقة التى إتضحت أن الوالى كان يتلقى العلاج بالمملكة العربية وخاطب بعض أنصاره فور عودته من رحلة الاستشفاء ومع ذلك بقى الظن فى توتر العلاقات بينه والمركز قائماً نسبةً لبعض المؤشرات التى يرتكز عليها من ذهب الى هذا الاتجاه ، غير أن الجو العام بالولاية قد يتجاوب مع هذه الاحاديث فى بعض الاوقات فالازمات والقضايا كثيرة ومتعدده الاوجه أهمها هى قضية المعاشيين وقد تجاوزت إستحقاقاتهم ال92 مليار جنيه وشهد سبتمبر من هذا العام أول الاختراقات للقضية بإحتجاز المالية الاتحادية لمبلغ 3 مليار ونصف المليار ليتمكن أصحاب القضية من صرف مستحقاتهم التى حرموا منها لأكثر من ست سنين ولقى بعضهم أجلهم وهم يطالبون بحقوقهم وماتوا وهم احوج مايكون اليهم . كما شهد العام فى خواتيم نوفمبر قيام حزب التواصل وتسجيله رسمياً وانعقاد مؤتمره التأسيسى لتحسم تلك الاجراءات جدلاً طال أمده وتعطيلاً إتهم به البعض المركز طمعاً فى عودة قيادات الحزب الى المؤتمر الوطنى من جديد لكن إصرار القيادات لقيام المظله الجديده انتهى بقيام الحزب الذى يتمركز حول قضايا تنمية الريف وإزالة التهميش والتنمية المتوازنة . والحدث السياسى الذى لايقل أهميةً عن سابقه هو إستجابة المركز لبعض مطالب مذكرة ناظر عموم قبائل الأمرار والتى تنادى ايضاً بتنمية الريف وتمكين ابناء المنطقة من تعمير مناطقهم وكان أول قرار فى هذا الاتجاه إختيار السيد حسن محمد مختار وزيراً بالدولة للعدل وقد اقيمت لهذه المناسبة إحتفالات كبيرة وضخمة بمدينة بورتسودان فى ديسمبر من العام . الكساد هو ابرز عناوين الواقع الراهن للإقتصاد بالولاية فلم يشهد العام المنصرم أى إنجازات إقتصاديه هامه وهو ما يدلل عليه المتخصصون بعدم جدوى (مشاريع التنمية) بالولاية بل وصفها بعضهم بأنها لم تخدم القضية الاقتصادية بل تضاعف غنى قله قليلة من التجار المقربين من القيادة التنفيذية بينما زادت الفقراء فقراً والمهمشين تهميشاً ، غير أن أبرز الاحداث هو إفتتاح محطة الحاويات الجديدة بالميناء الجنوبى الذى كلف أكثر من (200) مليون دولار ونفذ بواسطة شركات صينية ويهدف المشروع لتدعيم محورية الموانى السودانية وتهيئتها لإستقبال الواردات والصادرات للدول الصديقة والشقيقة من الجوار مقفولة المنافذ البحرية وقد افتتحت على يد رئيس الجمهورية كما دشن على يده العمل الانشائى لمدينة (قلب العالم) بجزيرة مقرسم بواسطة مستثمر عربى بكلفة إجمالية تتجاوز ال (11) مليار دولار .