طاب يومك... مشاعر دينية خالصة دفعت بقلمي لتدوين هذه الملاحظات عن السيرة الوضيئة للرئيس الايراني احمدي نجاد آمل ان تجد مساحة بزاويتك الهادفة المتطلعة «نمريات» مع شكري.. أرسى لنا الرسول الكريم الصادق الامين محمد عليه صلوات الله ركائز راسخة لنظام حكم ديمقراطي شوري عادل راشد.. ووضع له فلسفة ونهجا قويما ثابتا يقوم عليه.. كان همّ رسولنا الكريم هو صناعة انسان صالح قويم، يتم صقله ورعايته ليصلح المجتمع «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».. تمعن مليا في هذا الحديث الشريف تجده يخط لنا ثقافة المسؤولية التي تقع على كاهل كل منا حاكما او محكوما.. وهكذا اقتفى خلفاء الرسول السلف الصالح اثر نبيهم الكريم حكما عادلا ورشيدا زينوه بالزهد والتقشف، والواضح فسيدنا عمر بن الخطاب الذي عرف بعدله في الحكم ونبذه للظلم قال: «لا يغمض لي جفن اذا تعثرت بغلة في اقصى المدينة».. فهو الساهر على اسعاد رعيته. وعمر بن عبدالعزيز الذي عرفناه بنقاء حكمه وصفاء سيرته . حُكيّ ان جاءه احد الولاة طالبا حفنة من المال لبناء سور يحصن المدينة من زمرة اللصوص»... تمعن معي في رده له المترع بالحكمة والحنكة والعدل.. فكان رده له قائلا: «حصنه بالعدل، وزينها بالتقوى».. فهذه حكمة بسط العدل، وحماية مال المسلمين. كانت السير الذاتية لهؤلاء الخلفاء وضاءة، وصحائفهم مشرقة وناصعة البياض.. وبينما انا اقف على سيرة كل من هؤلاء الخلفاء والسلف الصالح،وقع بصري على سؤال حكيم وجهته قناة فوكس الامريكية للرئيس الايراني احمدي نجاد قائلة له: عندما تنظر الى المرآة ماذا تقول لنفسك..؟! وانت رئيس الجمهورية..؟! فأجاب بحزم وعزم قائلا: «اقول لذلك الشخص في المرآة ، تذكر انك لست سوى خادم مطيع وبسيط.. تؤدي اليوم مهمة ثقيلة هي خدمة الشعب الايراني»..! فهذا المبدأ القومي هو ما نادى به رسولنا الكريم وسلفنا الصالح وطبقه احمدي نجاد بالعمل والفعل في مسيرة حكمه التي عطرها بأريج الزهد والتقشف والتواضع، متمسكا بتعاليم ومباديء ديننا القويم ويقتدي برسوله الصادق الامين. يحكي عن تقشفه انه كان يحمل معه وجبة افطاره التي تعدها زوجه يوميا وهي مكونة من الجبن والزيتون.. وألغى الوجبة الرئاسية الدسمة التي تُعد له.. ومن تواضعه كان فراشه بسيطا متواضعا بل متهالكا...! واعتاد ان يرقد على الارض.. ومن حرصه وحفظه للمال العام كان يطلب من الوزير الذي يعينه ، ان يعش فقيرا، وحسابه في المصارف تلاحقه عين رقيبة.. فالوزير يخرج من الوزارة كما دخلها.. وكل ما يملك احمدي نجاد عربة هرمة ومنزلا عتيقا ورثه من والده وما زال يسكن ذلك المنزل.. وكثيرا ما يجده افراد شعبه يؤدي صلواته بأحد مساجد طهران النائية.. وبالصف الخلفي اي لا يتخطى الصفوف ابدا.. اقولها صادقا سطر قلمي هذه المادة الروحانية، وهدفي منها التمعن في سماحة الاسلام، وهو يرسي لنا قواعد متينة في الزهد والتواضع والعدل.. وهدفي الآخر ان يلم القاريء بالنهج الصالح الذي وضعه لنا سلفنا الصالح... وليتمعن المسلم وغير المسلم في ثقافة الحكم وفلسفة التطبيق التي خطها لنا الرسول الكريم وخلفاؤه ومن نهج نهجهم... ان هذه الاحداث والسلوكيات والتصرفات التي انتهجها احمدي نجاد ربما يعتبرها البعض ضربا ونوعا من التقليل لهيبة المنصب الرئاسي ولكن لا يخالج هذا شك في أنه يقتدي بالسلف الصالح، ويعلي من شأن مباديء وتعاليم ديننا الحنيف.. رعاه الله.. والله من وراء القصد.. حسين الخليفة الحسن خبير تربوي nimiriat@hot mail.com