من أي باب قد خرجت تركت عرق الشمس ينزف من مواويل الجراح من الجنوب الى الشمال والأرض مشرعة المواسم رحمها يرتج من شبق اللقاح الى اللقاح ومن نواميس السؤال فشددت وتر الحب عن فردوسك المفقود تبحث ... في دهاليز الضباب وعن شليل وين راح في بلد الصقيع إني جنوب للشمال يحن يشعل صندل الأشواق ما بين الصنوبر ... والنخيل عجفاء هذي البيذ دونك والنخيل على الجداول قد طوى خصل الجدائل وسواقي الفجر أرقها الأنين والنيل نسي على المدى تياره كيف انحنى؟ فسرت ينابيع السراب المر وانتحر الحنين هذي الديار تمد شرفتها البتول لبراقك المشفوع في جنح الغياب تشتاق ... كم تشتاق والسر الدفين بروقه شقت لهاة الصمت في كل العصور عطراً عطراً من اللبن المغنن وبهار الصندل المعطون بالحناء ..والسحر المذاب تهتز ناصية المشاعر والخواطر تثني طرباً وتنفرط السنين والشوق في رحم الليالي البكر يصهل والحنين إني غزوت .. وتهت من نجواي في البلد الصقيع هاكم خذوني : إنني : ملحُ ..وبذرة هذه الأرض ... وحاديها .. وأعراس مواسمها .. وساقية القطاف .. واكسيرها المخضر في البيد العجاف .. إني جنوب للجنوب يحن في آخر المطاف .