هى كلمة عظيمة.. معناها المشاع الذى ندركه أن لا مستحق للألوهية إلا هو.. الواحد الأحد.. الفرد الصمد.. وأن لا فاعل فى هذا الكون إلا الله.. ولا رازق إلا إياه.. ونكون على يقين أن الماء لا يروى إنما الرواء من الله.. وأن الدواء لا يشفى إنما الشفاء من الله.. وأن الطعام لا يشبع إنما الإشباع من الله سبحانه وتعالى جل فى علاه.. «لا إله إلا الله» معناها استحضار وجوده خالقنا فى كل شؤون حياتنا.. من بين أيدينا ومن خلفنا.. نتفكر فى خلقه السموات والأرض.. وابداعه فى اختلاف الليل والنهار.. وقدرته فى خلق الإنسان من طين.. فنقول سبحانك «لا إله إلا الله». ديننا الإسلامي.. وعند تلك المعركة بين الكفار الوثنيين والمسلمين الموحدين الذين جمعتهم راية «لا إله إلا الله».. وصليل السيوف وطعن الرماح ووقع السهام شديد.. دارت مبارزة بين الصحابى الجليل «أسامة بن زيد» ومقاتل مشرك بالله.. وقع السيف من المقاتل المشرك.. اعتلاه أسامة بسيفه.. قال المقاتل المشرك وهو على الأرض «لا إله إلا الله».. فعاجله أسامة بطعنة من سيفه فقتله.. فأتى رسول الله «ص» وروى الذى كان.. فغضب الرسول غضباً شديداً حتى أحمر وجهه.. وأخذ يقول لائماً «ماذا تفعل بلا إله إلا الله ..أشققت صدره لتعرف هل قالها صادقاً أم خائفاً.. ماذا تفعل بلا إله إلا الله ..» وأخذ يرددها حتى تمنيت أنه سكت.. «لا إله إلا الله». فى العالم من حولنا.. اليهودية الحقيقية تقولها «لا إله إلا الله».. والمسيحية الحقيقية تقولها «لا إله الا الله».. «لا إله إلا الله» تسع الرقي والحضارة والتمدن فى الغرب فتهذبها.. و «لا إله الا الله» تسع الحرفة والصناعة والطموح فى الشرق فتطورها.. «لا إله إلا الله» هى أمل بارق أمام أعين المستضعفين فى الأرض فيطمئنون.. «لا إله إلا الله» هى نذير ووعيد للظالمين فى الأرض فيتراجعون. «لا إله إلا الله» تشبع آمال جميع سكان الأرض. فى السودان.. كلنا تجمعنا «لا إله إلا الله».. دينياً.. الطرق الصوفية وأنصار السنة.. والختمية.. البلاغ والدعوة وأنصار المهدى .. و.. و.. سياسياً.. الأمة والاتحادى.. الوطنى والشعبى.. البعث والشيوعى.. و.. و.. اجتماعيا.. قبائل شرق السودان وقبائل جنوب السودان.. قبائل غرب السودان وقبائل شمال السودان.. و.. و.. سواد النزاعات الأعظم فى السودان إنما هو بين من يقولون «لا إله إلا الله» ومن يقولون «لا إله إلا الله».. ومن يعرف حق «لا إله إلا الله» لا يقول كلاماً جارحاً لمن قال «لا إله إلا الله» ناهيك أن يرفع سلاحاً فى وجهه.. ف «لا إله إلا الله» تعصم الدماء .. و«لا إله إلا الله» تحفظ الحقوق .. و«لا إله إلا الله» تصون الأموال.. و«لا إله إلا الله» تزيل الضغائن من النفوس لأنها ترسخ الأيمان بأن الخالق جل جلاله «الله» لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ليوم الحساب. قراءات الواقع السياسى السودانى تقول إن قيادات الصف الأول فى كل الأحزاب السياسية السودانية بلا استثناء هى علة ازدهار السودان وسبب عطبه الحقيقى.. فقد قدموا ما لديهم اسهاماً واضحاً بما تقتضيه قناعاتهم.. نعم.. لكن !.. جف معينهم !!.. وأن بالصف الثانى لكل حزب.. الكثير من المخلصين لهذا الوطن بصدق وتجرد.. محجمين.. ملجمين.. مكبوت صوتهم.. يدركون بوعى كامل وهم يراقبون الواقع عن كثب أين الداء وأين الدواء.. معضلتهم غياب «لا إله إلا الله».. فى تأليه الأشخاص وتقديسهم وتنزيههم عن الخطأ .. وشعور الأشخاص نفسهم بأن «حواء» لن تنجب مثلهم بقدرات خارقة وطاقات تزيد ولا تنقص أبداً.. واذكاء هذا الشعور من الغوغاء الجهلة المستغفلين.. نقول لهم جميعاً قولوا «لا إله إلا الله» فأنتم بشر.. لا تملكون إلا المسافة ما بين الحياة والفناء.. أجعلوها دولة بينكم.. ليدلى كل بدلوه فى إصلاح شأن الوطن.. «لا إله إلا الله». أشيعوها «لا إله إلا الله».. فى الأفراح والأتراح.. عند الفشل وعند النجاح.. فى الطرقات وفي الأسواق.. عند الغضب وعند الرضاء.. فى المدارس والمسارح.. عند الإقامة والسفر.. «لا إله إلا الله» كلمة سواء.. فلنتفق عليها.. نجعلها قاعدة ثابتة لمعاملات حياتنا فى كل المستويات.. منها ننطلق.. منها نتصافى.. عليها نتواثق.. منها نخطط.. منها ننفذ.. تكون سقفاً تنتهي عنده كل خلافاتنا فلا تتجاوزه.. تكون إطاراً صلباً غير قابل للكسر يحتضن كل تنوعنا واختلافنا وتباين سحناتنا.. «لا إله إلا الله» اجعلوها فى القلب وقولوها باللسان وافعلوها بينكم.. و..