عقد الحزب الشيوعي السوداني أمس مؤتمره السادس في قاعة الصداقة وسط انشقاقه الى تيارين أحدهما يؤيد سكرتير الحزب محمد مختار الخطيب وآخر يناصر الشفيع خضر الذي تم فصله قبل عدة أيام مع (27) آخرين . وأحتشد مناصرو الحزب خارج القاعة حاملين الرايات الحمراء مرددين شعارات (حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب) بجانب ترديد شعار الحزب المعهود (عاش كفاح الطبقة العاملة) بينما دلف الى داخل القاعة الكبرى نحو (291) عضواً قادمين من الولايات وخارج البلاد بحضور وفود للحزب الشيوعي العراقي والفرنسي ودولة جنوب السودان ، وعدد من قيادات الأحزاب السياسية المعارضة ، بينما لم يلحظ ممثلو المؤتمر الوطني ، والمؤتمر الشعبي، والاتحادي الأصل. واتهم سكرتير الحزب محمد مختار الخطيب،في فاتحة أعمال المؤتمر المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة بانتهاج سياسة (الهبوط الناعم) لإقناع قوى نداء السودان والإجماع الوطني بالتوقيع على خارطة الطريق لتحقيق تسوية سياسية من شأنها تمكن الحكومة من البقاء في سدة الحكم. ورفض الخطيب المشاركة في الحوار الوطنى. وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس للحزب، التجاني حسن، إن رسالة حزبه للقوى السياسية، أن الحزب الشيوعي خرج من المؤتمر أكثر تماسكاً ووحدة تنظيمياً وفكرياً وسياسياً، موضحاً أنه أبعد ما يكون عن الانقسام والتشرذم. غير ان خلافات ظهر داخل المؤتمر بين تياري الخطيب والشفيع وذلك خلال جلسات المؤتمر وكشف عضو قيادي مشارك بالمؤتمر أن إستقطابا حادا جرى بين التيارين لأجل السيطرة على اللجنة المركزية الجديدة للحزب، ولفت الى محاولة كل طرف ترؤس الجلسات ولجنة السكرتارية لتمرير أجندته في المؤتمر الذي تم تقسيمه الى ثلاث مجموعات (التقرير السياسي ،التنظيمي و دستور الحزب). وأحيط المؤتمر بإجراءات تأمينية مشددة حيث تم إخطار المؤتمرين بالحضور عند السابعة صباحا وحُظر عليهم إستخدام أجهزة الموبايل وتركها خارج القاعة. وبلغ عدد المشاركين في المؤتمر 291 عضوا من العاصمة والولايات والخارج يمثلون حوالي 10% من عضوية الحزب المنتظمة. وأشار القيادى الى مطالبة القيادية نعمات مالك المحسوبة على تيار الشفيع خضر بحظر دخول أي عضو يحمل جنسية أجنبية للجنة المركزية ، فى إشارة واضحة الى القيادي د.علي الكنين الذي يحمل الجنسية الأمريكية وآمال جبر الله التي تحمل الجنسية البريطانية وهما من أنصار الخطيب الذي سعى تياره الى إسقاط من أسماهم المتآمرين. وشكل المؤتمر عبر التصويت لجنة الإستئنافات للنظر في قضية المفصولين من الحزب، حيث تقدم كل من هاشم التلب وعبد المنعم خواجة باستئنافين ضد قرار فصلهما، بينما امتنع الشفيع خضر وحاتم قطان عن ذلك واكتفى الشفيع بالمذكرة التي صرح أنه وجهها للمؤتمرين ، وضمت لجنة الإستئنافات في عضويتها التيجاني حسين ، فائزة نقد ، د.كمال الجزولي ، سمية نوبة ، مسعود ، خنساء ومختار عبد الله . وكشف القيادي أنه تبين من خلال نتائج التصويت أن أنصار تيار الشفيع كانوا نحو 120 عضوا، بينما كان أنصار الخطيب 150 عضوا، فيما امتنع الباقون عن التصويت ، وأضاف أن الشفافية افتقدت في بعض الإجراءات ، وأشار الى أنه ولأول مرة في تاريخ الحزب الحديث سنعدم التوافق والإجماع ويحسم كل أمر بالتصويت.