الشباب هم أمل أية امة ومصدر فخرها وعنوانها البارز...والشباب هم ترومتر تقدم الأمم وقياس نبضها الأنساني والشباب هم الركيزة التي يقوم عليها هيكل الوطن ولهذا فإن الشعوب المتحضرة والمتقدمة تعطي أولوية قصوي للشباب .ويعمل قادة الدول المتقدمة علي السعي لخلق ظروف أفضل للشباب وتحسين مستوي المعيشة، ونسبة لوعي قادة الدول التي نهضت بعظمة المسؤولية الأخلاقية لتقدم البلد وتطوره عبر الشباب لذلك سعي أولئك القادة الي بذل المستحيل من أجل تجنيب بلدانهم الحروب والصراعات وبسطوا قيم السلام وأعلوا من شأن السلام الذي حقق لبلدانهم الأستقرار والرفاهية والتقدم والتطو. سيادة الرئيس.. دفع الشعب السوداني ثمناً باهظاً تكلفة الحروب المستمرة لمدة 50عاماً منذ الاستقلال، ودفع الشعب السوداني ضريبة عالية الكلفة تمثل في تحطيم آمال لديه وهي آمال الشباب لقد ضحت كل الأسر السودانية بخيرة شبابها راحوا هدراً لحروب عبثية أكلت الأخضر واليابس ودمرت أقتصاد البلد وأرجعته حقباً ودهوراً للوراء ؟ وأصبح السودان عبر الحقب منذ الاستقلال وحتي أتفاقية (نيفاشا) التي وضعت أوزار الحرب مسانساني والأخلاقي وأصبح ثالوث التخلف(الجهل-المرض-الفقر) يستوطن بلدا عظيما مثل السودان .كان مُقدراً له لو أن قادته كانوا عقلاء أن يكون السودان أعظم بلد أفريقي وعربي عنوانه التحضر والرفاهية والتقدم والريادة ولكن لبئس السياسة والساسة أصبح السودان رجل أفريقيا المريض (بلد متخلف جداً ) بمقاييس القرن الحادي والعشرين سيادة الرئيس...... ليس من رأي كمن سمع . لقد تجولت في عرض وطول هذا البلد السودان ورايت بأم عيني مشاهد ومناظر تُفطر القلب من الحزن لحال البلد البائس وحال شبابه .ووالله لقد وجدت في مدن السودان المختلفة صوراً من المعاناة لشباب سودانيين حار بهم الدليل وتقطعت بهم الأسباب ونظروا لحال وطنهم فأصابهم اليأس والحزن والغم ..شباب غض متعلم مثقف ولكن ظروف الحياة في البلد جعلتهم أكبر من سنهم مثل الشيوخ والكهول (هم فوق هم) وكأنهم يحملون هموم الدنيا كلها أصابتهم الشيخوخة المبكرة . لقد زرت مدن(سنار-سنجة -القضارف- كسلا -مدني -الأبيض- نيالا- بورتسودان-الفاشر -كوستي)، ووجدت الحال متشابها والحال ياهو الحال كما غني الكابلي (زمان الناس هداوة بال وانت زمانك الترحال ...سنين مرت وسنين والحال يا هو نفس الحال لا كملت حكاوينا ولا لقينا البداوينا ). لقد وجدت شباب السودان في هذه المدن والله العظيم شبابا مثقفا وخريجي جامعات يفترشون أسواق الخضار ويبيعون الطماطم والعجور والليمون ووجدتهم سائقي ركشات ووجدتهم سائقي تكاسي ووجدتهم عاملين في مقاهي ومطاعم ، وهؤلاء الشباب سيادة الرئيس قنعوا من خيراً يأتيهم من وظيفة حكومية وآخرون فروا الي الفلوات يفترشون التراب ويفتتون الصخر الأصم وينبشون التراب بحثاً عن جرام من الذهب شعساً مغبرين ودفعتهم الحاجة لذلك أضطروا رغم تعليمهم وشهاداتهم الجامعية أمام ضغط الحاجة الي النزول الي الأسواق أو الذهاب الي خارج المدن في الخلاء بحثاً عن عمل وهؤلاء يعولون أسرا وعائلات فكثير من هؤلاء الشباب يعولون أسرهم فمنهم من له أب شيخ هرم ومنهم من له أبوان عجزا عن مواصلة العمل والكفاح وأصبحا أرباب معاشات ،وكل هذا الجهاد اليومي لتوفير لقمة العيش ورغيف الخبز الذي أصبح مثل رواية المغربي (الخبز الحافي) فقد طحنتهم معاناة الحروب الطويلة وتأثيرها علي أقتصاد البلد حتي صارت الحياة نفسها معركة يومية من اجل البقاء علي قيد الحياة . يضاف اليها غلاء معيشي طاحن أدي الي هروب شباب السودان الي المنافي وركوب الخطر حتي وصل بعضهم لاجئاً الي أسرائيل ،وبعضهم لجأ الي أدمان البنقو لكي ينسي .. سيادة الرئيس....... حال شباب السودان (المتبقي) لن يسر أبداً وأنت سيادتك ربما لن تصلك الأخبار الحقيقية عن مطحنة المعيشة اليومية ومعاناة الشباب السوداني وربما لم تصلك أحوال شباب السودان في أطراف السودان ربما لأن التقارير الرسمية التي تُرفع اليك تُزيل بكلمة(كلو تمام سعادتك) وربما أراد الموظفون أن يظهروا بمظهر من أدي عمله علي أكمل وجه ،وهذا غير حقيقي....الوجه الحقيقي لشباب السودان هو ما رأيته أثناء تجوالي في مدن السودان المختلفة شباب يحارب يومياً وحش السوق، شباب يحارب يومياً غلاء المعيشة،شباب يحارب يومياً في ميدان الحياة اليوماتي ،فغلاء المعيشة والفقر وضيق فرص العمل والمرض أعداء دائمون يحاربهم شباب السودان يومياً في منازلة ومعارك مستمرة،وهذه المعارك مكلفة جداً من الصحة العامة لهؤلاء الشباب ومكلفة للصحة النفسية تضاف فواتيرها الي أرصدة الفقر البائس هذا كوم،وأدمان شبابنا للمخدرات كوم تاني،لم يدمنوا المخدرات رفاهية توفرت لهم أو حباً فيها أو رغبة في المزاج ولكن هروباً من جحيم الحياة نفسها ومعاناتهم وضياع آمالهم وطموحاتهم العريضة!! سيادة الرئيس........... لقد أصبحت الهجرة الي المنافي والهروب من الوطن هي حلم شبابنا السوداني ولكن ضيق ذات اليد هي التي جعلت من تبقي من شباب السودان الذي لا يملك ثمن تذكرة الهروب من الوطن أو أستخراج الأوراق الثبوتية هي التي جعلت هؤلاء يبقون الي حين ولو وجد هؤلاء فرصة الهجرة لأصبح هذا الوطن خاوياً من شبابه الا العجزة والمسنين لقد أصبح الوطن طارداً وهذا امر عجيب يحتاج الي علاج عاجل حتي لا تتسرب الروح الوطنية .. سيادة الرئيس........... لقد أصبح شباب السودان مهددا يومياً بالموت من ثلاث أعداء هم (السل والسرطان والفشل الكلوي )الذي يزداد يومياً ويزحف نحو شبابنا يضاف اليه المرض الجديد الذي كان بعيداً عن السودان وادمان المخدرات وأصبحت مهددات البقاء في السودان تتزايد واكبر من أن تتحملها أعصاب شباب السودان لذلك كثيرون بسبب هذه الصعاب دخلوا في حالات نفسية ولذلك كان أفرازها عدم الحكم الصحيح علي الأمور فظهرت الجرائم الاخلاقية والعنف الذي يجعل طالبا ينحر زميله وآخر يطعن زميلته حتي الموت !! سيادة الرئيس............ رغم مرارة الحال وبؤسه لا زال هنالك أمل في رؤية الأحوال تنصلح في البلد والوطن يبقي أجمل وتعود البسمة المفقودة لشفاه الشباب وتعود لترسم معاني الحياة .وأستبشر شباب السودان خيراً بأتفاقية نيفاشا التي أسكتت الحرب وكانت حلاً عقلانياً وعبقرياً لوقف الموت العبثي ولكن آه من لكن هذه عادت بشائر مطحنة الحرب ونذرها المستطيرة تلوح في الأفق وتدمر آمال شباب السودان الذي صار أعواد حطب وحجارة ووقوداً لحروب السودان المستمرة . سيادة الرئيس............ هنالك من يضرب طبول الحرب وهؤلاء لم يعرفوا معاناة شباب السودان أبداً وهؤلاء الذين يريدون تحطيم الشباب السوداني عبر الحروب لم يعانوا يوماً ضائقة معيشية ومنهم من لم يخرج الي قري وبلدات السودان خارج الخرطوم. كيف يمكن لرجل ولد وفي فمه ملعقة من ذهب ان يعرف طعم الجوع وهو يأكل التفاح والدجاج وفاخر الطعام ؟كيف لرجل ولد في عز وعاش عزاً وفي الدمقس والحرير أن يعرف معاناة الفقراء والمساكين في أطراف مدن السودان ؟؟وكيف لرجل مكتبه مكيف وعربته مكيفة وبيته مكيف ان يعرف حر السودان الحارقة ومعاناة أولئك الواقفين في الشمس يحتطبون أو الذين يبللهم العرق وهم يزرعون ويحصدون مزارعهم ؟؟؟نحن نستثنيك أنت سيدي الرئيس لأنك أبن بلد عشت في ربوع السودان وتجولت في مدنه وقراه وعرفت حضره وباديته وعشت في أحراش وغابات الجنوب ولسعك البعوض والنمتي ،لذلك نقول لك أتق الله في اهل السودان وشباب السودان الذي يطلب منك فقط أن تعمل لأيقاف الحرب فقط شباب السودان يطلب منك سيادة الرئيس أن تصنع لهم السلام ..هم لا يريدون منك بترولاً ولا يريدون أن تطعمهم التفاح والدجاج. يريدون منك وهم يثقون فيك وفي وطنيتك ان تهديهم السلام وراحة البال وأن ينعموا بحياة هانئة يكدحون فيها ويرضون بقسمة الله في أرزاقه لهم .يريدون ان يأكلوا من خشاش الارض .. سيادة الرئيس........... كثيرون لن يزيدوك الا خبالاً لو أستمعت لدعواهم الحربية وخططهم التدميرية ..كثيرون يعملون من أجل ذواتهم ، ونحن نعرف ان هنالك مستثمرين في الحروب والكراهية فأحذر منهم ولا تستمع اليهم ..أستمع لصوت شبابك السوداني الذي يفوضك ويقول لك اذهب وفاوض من اجل السلام ومن اجل السودان ولخيره وأمنه ..ومن اجل واقع أفضل ومستقبل مشرق للشباب ...أذهب الي جوبا او أديس أبابا أو أي بقعة أخري وأجلب لشباب السودان السلام فقط ....شباب السودان لا يريدون ذهباً ولا بترولاً ولا فضة. يريدون فقط السلام ...السلام....السلام. سيادة الرئيس........... يقول المسلمون في دعواتهم اليومية عقب الصلوات (اللهم أختم بالصالحات اعمالنا)، ونحن نقول لك نريد ان تختم عهدك بالسلام ...وستكون قد فديت وطنك كأعظم زعيم سوداني صنع السلام منذ استقلال السودان. سيادة الرئيس.................. إن الذين يقولون إن الحرب علي الإسلام هي التي تغذي هذه المناوشات نظرهم قصير وضعيف ، فقد غير اليهود وغلاة الصليبيين أفكارهم القديمة وعدلوا الحرب التقليدية الي حرب حديثة لا يريقون فيها قطرة دم واحدة ولكنها تدمر أكثر وتعطي فوائد أكبر لهم لأنهم يأخذون شباب الاسلام ويحاربون الاسلام عبر تدمير القيم الاسلامية والسلوكية للشباب المسلم يومياً .أعداء الاسلام قنعوا من محاربة الاسلام مواجهة وعدلوا خططهم واتوا بحروب ناعمة تقضي علي بيضة الاسلام وقيم الاسلام وتغير منهجية أفكار شباب الاسلام يومياً وتدمير منهجي مؤسس علي الغزو الفكري والاستلاب الثقافي وهو الأخطر من حروب البندقية .أعداء الاسلام يدخلون بيوت المسلمين يومياً خلسة عبر الأنترنت وعبر القنوات الفضائية وعبر أساليب ماكرة حديثة ومستترة يغيرون أفكار الشباب المسلم تدريجياً وهذه حرب أخطر وأفدح تكلفة ،ولذلك فإن حرب الأفكار هي الأخطر التي تواجه شباب السودان ويجب ان تأتوا الي الجهاد الأكبر (جهاد تربية النفوس ) جهاد النفس وتقويمها وهو الأهم لذلك سيدي الرئيس أذهب وفاوض من اجل شباب السودان ولا تأتي الا وانت تحمل معك ، وقل وداعاً للحرب من اجل السودان ومن اجل شبابه .أذ لا يُعقل أن يكون قدر شباب السودان هو الحرب دائماً .أدخر شباب السودان للتعمير والتخضير والحياة وبنائها ، واجعل شباب السودان قدوة لقارة أفريقيا وأجعلهم يرفعون رؤوسهم بعزة ويعيشون كشباب صانع للحياة وللتقدم وعنوان للإنسانية ورسلاً للسلام ... سيادة الرئيس ......... هذه ليست رسالتي وحدي ...ولكن كل الشباب السوداني الذي التقيته في مدن السودان المختلفة كان لسان حاله يقول لو أنني وجدت فرصة أكلم الرئيس لقلت له (أوقف الحرب وأجلب لنا السلام) اذاً هي رسالة مشتركة لجميع شباب السودان وأنا أوصلتها لك عبر هذا المقال ...اذاً هي أمنيات وطلب جميع الشباب السوداني رحلة البحث عن السلام . سيادة الرئيس.......... لماذا كل العالم شبابه يستمتع بالحياة وبناء الحياة ويكون قدر الشباب السوداني وحده هو الموت والحرب والخراب والدمار؟؟؟اليس هنالك طريق أفضل حتي يعيش فيه شباب السودان حياته بعيداً عن الحرب والموت ؟لماذا يصنع شباب السودان الموت ولا يصنعون الحياة مثل الآخرين من شباب العالم؟لماذا نُصدر نموذجا سيئا عن شباب الاسلام للعالم الخارجي نموذج القتل والعنف ؟لماذا لا نهدي العالم تجربة جديدة لشباب السودان تجربة فحواها السلام والمحبة والخير حتي تكون نبراساً لشباب أفريقيا يقتدون بها وصورة جديدة لشباب السودان وشعب السودان (شعب محب للإنسانية ) سيادة الرئيس........ أذهب وأنت مفوض من قاعدة عريضة هم شباب السودان وفاوض من اجل السلام وهذا ما يريده منك السواد الأعظم من الشباب السوداني أن تصنع لهم وطناً آمناً لا يفرون منه لغلاء معيشة أو لجحيم حرب أو كراهية في صراع. سر بعون الله في طريق السلام ولا تلتفت للوراء أبداً وليكن الله موفقك وحاميك وراعيك وشاملك بالسلام .....