ارتفعت الأسعار في جنوب السودان بشكل جنوني عقب ايقاف ضخ النفط عبر الشمال لأكثر من شهرين، ما أدى الى تذمر واستياء كبيرين وسط سكانه، ودفع بعض العمالة من دول المهجر الى مغادرة الدولة حديثة التكوين. وأفادت «رويترز» بأن عاملاً يوغندياً يدعي سوامبوروز جيفت توقع أن «يجني دخلاً مجزياً حين انتقل لجنوب السودان المنتج للنفط من يوغندا قبل ثلاثة أعوام، والآن لا يريد سوى جمع ثمن تذكرة حافلة للعودة لبلاده». ويسعى عامل البناء البالغ من العمر 23 عاماً لجمع 200 جنيه جنوب سوداني أو ما يوازي نحو 50 دولاراً في السوق السوداء، للخروج من البلد التي أوقفت ضخ النفط في يناير الماضي بسبب خلاف مع السودان. ويعني وقف انتاج النفط بالنسبة لجيفت وآلاف العمال الأجانب والمحليين، في الدولة التي انفصلت حديثاً، ارتفاعاً حاداً في الأسعار وفرص عمل أقل، فيما تحاول الشركات تقليص الانفاق في ظل وضع أفرز أزمة اقتصادية. وتكمن مشكلة جنوب السودان في أنه ما زال يحتاج خطوط أنابيب وميناء على البحر الأحمر ومنشآت أخرى في السودان لتصدير الخام، اذ نشب خلاف حاد بين البلدين بشأن الرسوم التي يدفعها الجنوب مقابل الاستفادة من التسهيلات السابقة. وقلص ذلك تدفقات العملة الأجنبية على الدولة الجديدة وأسهم في اضعاف جنيه جنوب السودان الى نحو أربعة جنيهات مقابل الدولار الأميركي في السوق السوداء من حوالى 3,5 جنيهات قبل وقف انتاج النفط. ويقول محللون ان التضخم السنوي في أماكن نائية مثل جونقلي أعلى بكثير من المتوسط الوطني البالغ 42 في المئة بسبب تكلفة النقل.