٭ ورابعهم ذاك (الضب) الذي قيل لأهل سنار يومئذٍ والدنيا رمضان والناس صيام والحر لافح، إنه من تسبب في قطع الكهرباء والمياه لثلاثة أيامٍ حسوما ذاقوا خلالها الامرّين بأمر هذا الضب الذي إتخذ من علبة المفتاح الرئيسي جحراً له، ومثله كانت تلك الكديسة التي حملّها المسؤولون مسؤولية الإظلام الكامل الذي حلَّ بالعاصمة عامذاك، والقوا باللائمة على الكديسة المسكينة التي ربما حلّت بإحدى التوربينات لتضع حملها حين لم تجد أفضل من ماكيناتهم مكاناً لولادة صغارها فأحدثت تلفاً بمحطة التوليد، أو ربما الفضول الذي أشتهرت به القطط (Curiosity killed the cat) هو الذي دفع بها لاكتشاف تلك المجاهل فكان أن دفعت حياتها ثمناً لكشف (عورة) محطة الكهرباء التي وضح أنها (قاعدة أم فكو) تسرح وتمرح في حماها الهوام والسوام والبغاث والنطيحة والموقوذة وما أُهلَّ به لغير الله، ومنها أيضاً ذاك الصقر أو تلك الحدأة لا أدري التي قيل إنه أو إنها تسبب أو تسببت في قطع الكهرباء بإحدى مناطق الجزيرة، وهكذا لم يتركوا ما يطير او يزحف وما يبيض او يلد من حيوانات إلا وجعلوه سبباً لتلك الخيبات والاخفاقات، حتى السناجب لاحقوها داخل مخابئها وقدموها قرباناً لفيضان القاش، بأن حملوّها مسؤولية تخريب المتاريس وإحداث الثقوب التي اندفعت منها مياه السيول الكاسحة التي اهلكت الزرع ودمرت المنازل، فهل بربكم هذه التي قرضتها السناجب بأسنانها متاريس أم مقاشيش؟.. ما لهم كيف يبررون... الآن يبدو أن موضة التبريرات بتعليق أسباب الاخفاقات على رقاب الحيوانات قد باخت ولم تعد مبرئة للذمة، فارتقوا بها درجة نقلتها من عالم الحيوان الى دنيا التكنولوجيا والبرمجيات، حيث حلّت (السوفت ويرات) محل الحيوانات البرية والبرمائية، فلم يقولوا- جزاهم الله خيراً- أن ككو أو وطواطا أو حتى ديكا هو الذي تسبب في تعطيل مصنع سكر النيل الابيض عن الانتاج، وبالتالي تأخير موعد إفتتاحه الذي بدا أنه أزعج السلطات بالحرج الذي سببه لها مع الضيوف اكثر من أنزعاجها بالمصيبة التي حلّت بهذا المصنع الذي صدق فيه قول الشاعر الحلمنتيشي (كيف نلبس مما نصنع والمصنع ذاتو مشلّع)، وكالعادة فإن السوفت وير بريء من جرم تعطيل مصنع النيل الابيض براءة السناجب من فيضان القاش، فالموضوع اكبر من مدير المصنع ومدير كهربائه اللذين تمت التضحية بهما، بل هو اكبر وأوسع حتى من الوزير الحالي الذي رفضت استقالته، القضية مازالت غامضة وفيها كثير من الجوانب المعتمة والامتدادات الخفية غير المرئية، فكم عصفور يا ترى في الشجرة على رأى الغلوتية التي تقول قطار سرعته 06 كلم في الساعة فكم عصفور في الشجرة، خاصةً اذا علمنا أن زجاجة البيبسي بثلاثة جنيهات!!