اصطفت السيارات في جنوب السودان لساعات امس في محاولة لشراء البنزين مع نفاد الوقود من المحطات نتيجة نقص الدولار بعد أقل من ثلاثة أشهر على وقف انتاج الجنوب النفطي. ونفد الوقود من أربع محطات للبنزين زارها مراسل رويترز في جوبا عاصمة جنوب السودان، بينما اصطفت السيارات في طوابير طويلة أمام بضع محطات مازالت مفتوحة. وقال عامل في احدى محطات البنزين رفض نشر اسمه «نفد الوقود لدينا.لا أعلم متى ستأتي امدادات جديدة وان كنا سنتمكن من سداد ثمنها». ويقول جنوب السودان ان لديه مخزونات كافية للصمود لفترة طويلة لكن نقص الدولار يدفع تكلفة الواردات للارتفاع ما يشكل ضغطا على الاقتصاد. وتحتاج جوبا لاستيراد كل شيء تقريبا بما في ذلك المواد الغذائية الاساسية والوقود. وأظهرت بيانات رسمية الاسبوع الماضي ارتفاع التضخم السنوي الى 50.9% في مارس من 42.4% في فبراير.ومع ندرة الدولارات وتراجع جنيه جنوب السودان تكافح محطات الوقود لسداد مستحقات الشركات الاجنبية التي تزودها بالوقود في شاحنات بعلاوة سعرية من كينيا وأوغندا، ولا يمتلك جنوب السودان مصافي للتكرير. وقال صمويل وهو سائق تاكسي في جوبا «استيقظت في الرابعة صباحا وحصلت على البنزين في السابعة والنصف لكن ذلك فقط لانني كنت الرابع في الصف. انتظر آخرون الصباح بأكمله». وقال شريف محمد «لا يوجد وقود في البلد. أحاول الحصول على الوقود منذ أربعة أيام ... الوضع سيء للغاية». وألقى وزير الاعلام بجنوب السودان، برنابا مريال بنجامين، باللوم في نقص الوقود على ارتفاع الطلب وتحديات لوجستية. وقال «يحدث ذلك من وقت لآخر لكن امدادات الوقود الجديدة في الطريق... لا يتعلق الامر بنقص الدولارات». الا أن مصدرا مصرفيا قال ان البنك المركزي خفض بنسبة كبيرة كمية الدولارات التي يضخها في البنوك التجارية للحفاظ على احتياطياته المتضائلة. ويبلغ سعر الدولار حاليا بين أربعة و4.2 جنيه في السوق السوداء بجنوب السودان مقارنة مع 3.5 جنيه قبل وقف انتاج النفط.