على الرغم من استتباب الظروف الامنية بداخل معسكرات النزوح بولايات دارفور الا ان الاقليم يعيش اسوأ الظروف الانسانية وذلك بسبب شح المواد الغذائية وعدم توفرها ، وقد ادت حالة الندرة في السلع الى غلو الاسعار وحسب النازحين فان عدم توفر الغذاء وتخفيض الحصص الغذائية من قبل برنامج الغذاء العالمى. وفى ظل ارتفاع اسعار المحاصيل الزراعية والمواد التموينية فقد اصبح النازحون يعانون فى كيفية الوصول الى الغذاء ومياه الشرب والادوية ما ادى الى انتشار حالة سوء التغذية وسط الاطفال وكبار السن . نائب الامين العام لنازحى دارفورآدم عبدالله جمهورى عزا ذلك الى سوء التفاهم الذى وقع بين النازحين وبرنامج الغذاء العالمى بسبب تغير كروت صرف الحصص الغذائية التى ربطها برنامج الغذاء بعودة النازحين الى قراهم ،الامر الذى ادى الى عدم صرف الغذاء للنازحين بمعسكر كلمة الواقع شرق نيالا بولاية جنوب دارفور لاكثر من ستة اشهر. واضاف ان هذه الخلافات ادت الى حرمان النازحين من الحصول الى مواد تموينية وغذائية ما انعكس سلبا فى حياتهم وحرمانهم من باقى الخدمات الاساسية مثل الصحة و مياه شرب. وقد اسهم عدم توفر الوقود بداخل المعسكر الى تعميق المشكل . وقال جمهورى ان عدم تعاون النازحين فى بداية الامر مع تغيير كروت الصرف لاعتقادهم انها مربوطة بعمليات العودة الطوعية فاقم الاوضاع ولكن بعد مضى اكثر من سبعة اشهر اضطر النازحون للقبول بالحصر وتغيير الكروت . مفوض العون الانسانى بجنوب دارفور جمال يوسف قال ان عملية تغيير الكروت لاعلاقة لها بعملية العودة الطوعية وانما القصد منها حصر النازحين بالمعسكر وادخال بعض الاسر التى لاتملك كروتاً حتى يتسنى لهم الحصول على مواد غذائية، مشيرا الى ان الامر ادى فى السابق الى خلاف فى وجهات النظر بين النازحين والمنظمات لكن النازحين تفهموا الموقف وقبلوا بذلك الحصر، لافتا الى انه بمجرد انتهاء الحصر ستصل المواد الغذائية نافيا وجود حالات للاسهالات المائية وانتشار بعض الامراض بداخل المعسكر منوها الى ان هنالك اجتماعات دورية بين المفوضية والمنظمات العاملة للوقوف على الاوضاع الانسانية . الناطق باسم معسكرات جنوب دارفور خضر محمد على قال ان معسكر كلمة ولخصوصيته ظل يعانى من شح المواد الغذائية وبعض الخدمات الاساسية عكس المعسكرات الاخرى التى لنتظم فيها صرف المواد الغذائية رغم تخفيضها بنسبة 50% واشار صديق الى انهم لايرفضون عملية تغيير الكروت حتى يتسنى للاسر التى جاءت للمعسكر قبل سنتين والبالغ عددهم (3)الف اسره من الدخول فى الحصر مبديا اسفه لعدم صرف الغذاء لاكثر من ستة اشهر حتى للذين يملكون الكروت واشار خضرالى ان ازمة تغييرالكروت حرمت العديد من الاطفال والارامل واليتامى من تذوق طعم الحياة بسبب عدم توفر الغذاء فى ظل عدم توفر اى مصادر للدخل لهذه الاسر مع ارتفاع الاسعار فى السلع اذ بلغ جوال الدخن اكثر من (370) جنيه وقال ان معسكر كلمة بالتحديد يشهد ارتفاعا في نسبة الاصابة بسوء التغذية . ابراهيم دبوكة نازح بمعسكرات الضعين قال انهم يصرفون مواداً غذائية بصورة راتبة لكنها غير كافية لانها خفضت الى 50% فنصيب الاسرة ملوتا عيش فى الشهر وقال انهم طالبوا بضرورة زيادتها منوها الى ان الوضع الصحى مخيف اذ يوجد مركزان للعلاج يتوقع خروج احدهما من الخدمة يوم 30/6/ من هذا العام منوها الى ان المستشفى الكبير بالضعين لايستطيع ان يستوعب مرضى النازحين وقال انهم يواجهون صعوبة ومعاناة فى الحصول على مياه الشرب . ومن جانبه يقول النازح بمعسكر ابو شوك يعقوب عبدالله ان الوضع الاقتصادى بالمعسكرات خطير وعلى الرغم من وجود الغذاء الذى يصرف فى شكل مبالغ مالية للنازحين لشراء مستلزماتهم من الاسواق غير كاف منوها الى سعر جوال الذرة (50)كيلو ب (140) جنيه والدخن (150)ج وهو اقل جودة من الدخن المحلى فى حين يصرف للفرد فى الشهر مبلغ (22) جنيهاً للفرد هذه المبالغ لا تصرف نقوداً وانما ورقة يتعامل بها اصحاب المحال التجارية مع المنظمات التى تقوم بمنح النازحين هذه الاوراق لافتا الى ان الوضع الصحى بالمعسكر تنعدم فيه الادوية رغم وجود الهلال الاحمر السودانى، لافتا الى ان الادوية غير متوفرة سوى المسكنات اضف الى ذلك ان هنالك اشكالية حقيقية فى كيفية الحصول على مياه الشرب بسبب تعطل كافة المضخات بالمعسكر وهنالك ارتفاع فى اسعار المياه حيث وصل سعر جوز الموية ل(2) جنيه، الامر الذى ادى الى اصطفاف النازحين فى آبار المياه او باقى المضخات غير المعطلة لجهة ان الفرد يقضى ثلاثة ايام فى الصف للحصول على اثنين جركانة للمياه، وعزا ذلك الى ان المنظمات الوطنية التى تبنت العمل بالمعسكرات اصبحت غير قادرة على تقديم اى خدمة لانها هى الاخرى تنتظر الدعم من المنظمات الاجنيبة ومفوضية العون الانسانى بالولاية لم تقدم اى عمل