هذه الأرض لنا.. فليعش ْ سوداننا.. علما بين الأمم.. هذه كلمات مضيئة من نشيدنا الوطني والوطن قيمة سامية سامقة عالية، لا نرضى له إلا أن يكون نظيف الأرض طاهرها من كل عدو محارب غازٍ، أو عميل متخفٍ مستتر بالليل وسارب بالنهار، ومن كل جاهل مغرور شكاك في شجاعة أهله وذودهم عنه بالمهج والأرواح والمال والولد. ويوم أن دعا الداعي انخرط أبناء السودان الشرفاء كلهم، وتدافعوا بالمناكب والرؤوس، وازدحمت بهم ساحات الوغى، فقد جد الجد، وبان الحق وانبلج الصبح، وانداحت من بين غبار الأرض جحافل الرجال، واندفق سيل العرم، وتتالت مواكب النصرة، وتعالت صيحات الفداء، ورفرفت راية النصر. السودان عزيزة أرضه، كرام أهله، شجاع شعبه، ولا يتمنى له مخلص سفك الدماء، بل نحلم به وقد ازدهرت بساتينه، وينعت ثماره، واخضرت أرضه، وتدفق خيره، ورتعت أغنامه، وتوالدت إبله، وفاض حليبه ولبنه وسمنه وتمره وعيشه على كل أهله، حتى الطيور المستوطنة والعابرة لأجوائه. ولسنا دعاة حرب وظلم وغدر، فنحن حماة القيم وكل الفضائل النبيلة، ومكارم الأخلاق السمحة، وقيم الدين السامية التي هي أمن وسلام وإعمار للكون، بالمزارع والمصانع والمدارس والمعاهد والورش والجوامع والطرق والجسور والكهرباء وأنابيب المياه، وأعمدة النور! بلاد بهذه الصفات والعزمات، عصية على الابتلاءات والمحن والأزمات، فهنا صبر أيوب، وكرم حاتم، وشجاعة عنترة، وجسارة خالد، وهذه بلاد أبو قرجة وأبو عنجة وود حبوبة وود نوباوي، ونهر النيل، والأولياء الصالحين، أهل الدنيا والدين. فالتحية والسلام إلى قواتنا المسلحة وشعبنا الوفي، و«اصبروا فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، واصبروا وصابروا ورابطوا» واللهم اجعل هذا البلد آمناً، وأحفظ أهله الطيبين من كل جبار عنيد وشيطان مريد وعدو باسط ذراعيه بالوصيد آمين.