أدى الرئيس عمر البشير امس صلاة الجمعة بالمنطقة العسكرية في تلودي بجنوب كردفان، واعلن من هناك انهم سيصلون الجمعة القادمة في كاودا، المعقل الرئيسي للجيش الشعبي في جبال النوبة منذ الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وكرر البشير سؤالا للجنود ثلاث مرات: «الجمعة الجاية وين؟» وكان الجنود يجيبونه بحماسة لافتة: «في كاودا». وتشير «الصحافة» الى ان تلودي تعرضت اخيرا لعدة هجمات من قبل متمردي الجيش الشعبي. وكانت حكومة جنوب كردفان قد انتقلت لادارة الولاية من تلودي. وحيا الرئيس البشير «صمود القوات المسلحة والمجاهدين والقوات النظامية الأخري على صمودهم وبسالتهم في الدفاع عن تلودي». وقال لدي مخاطبته «الجنود والمجاهدين» في قيادة منطقة تلودي العسكرية ان زيارته لتلودي تجيء لنقل تحية الشعب السوداني كله لأن الهجوم الأخير علي تلودي كان الهدف منه اجهاض فرحة السودانيين بالانتصارات التي تحققت بهجليج. واضاف البشير «ان الذين دحروا الهجوم الغادر الأخير علي تلودي أفرحوا الشعب السوداني ورفعوا رأسه عاليا واننا» وتابع «اذ نصلي اليوم الجمعة في تلودي نأمل ان نصل الجمعة القادمة في كاودا». وأكد البشير أن حكومة جنوب السودان خلّفت من قواتها بهجليج أكثر من ألفي قتيل، وسخر من مزاعم جوبا بأنها انسحب من هجليج، رغم رفضها أولاً مناشدات الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بالانسحاب. من جهة أخرى أشاد البشير، بمواقف القوى السياسية في جنوب كردفان قائلاً إنها تناست خلافاتها السياسية ووحدت صفها للدفاع عن الوطن، وقال خلال لقائه ممثلي الأحزاب، أن المنطقة كانت نموذجاً للتعايش والانصهار والتكامل والتعاضد، لكن القوى التي تتآمر على السودان أرادت ضرب هذا النموذج، وأردف «مواطنو كردفان أفشلوا هذا المخطط». وأضاف أن خطة المتمردين كانت الزحف من تلودي بعد احتلالها الى الأبيض وأم روابة ثم الخرطوم للاستيلاء على السلطة واعتقاله لتسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية،لكن خاب فألهم وفشل مخططهم. وقال الرئيس»جئنا لنؤكد لاهل تلودي اننا معهم وسنقود حملة لتحرير وتطهير السودان من العملاء الذين باعوا بلدهم». واضاف «ان المتمردين بزعامة عبدالعزيز الحلو هم واجهات للقوى الاجنبية التى كانت تمول تمردهم وهى قوى تستهدف السودان فى عقيدته وارضه وانسانه». وقال البشير ان الحركة الشعبية تقول انها تريد تحرير السودان، ولكن «يحرروه ممن؟. . هل هناك خواجة حاكم هنا؟»، واضاف ان «الخواجات» الحاكمين جوبا هم الذين يوجهون جوبا ويحرضونها على للقتال وكانت النتيجة هزيمتهم في هجليج وخسارتهم لالفي قتيل، وزاد «عايزين جريتهم الجاية نشوفها جرية نهائية، ونحن واثقون منكم وحنتلاقى الجمعة الجاية فى كاودا». وتعهد بالعمل على اعادة تلودى الى سيرتها الاولى، وقال ان اهل السودان ظلوا يقفون مع مدينة تلودي واهلها والتي تم استهدافها باعتبارها عاصمة تاريخية لكردفان، موضحا ان الذين هاجموا المنطقة «اعتقدوا انها هدف سهل ونسوا ان هناك اسودا». وزاد «المتمردون ظنوا ان تلودي ستكون قاصمة الظهر وانهم سيتحركون منها الى كادقلي والخرطوم». واشاد الرئيس بالقوى السياسية في جنوب كردفان التي تناست خلافاتها السياسية ووحدت صفوفها للدفاع عن الوطن، مشيرا الى أن الأحزاب هي مواعين لخدمة الوطن وتنميته. وقال خلال لقائه ممثلي القوي السياسية بجنوب كردفان ،ان المنطقة كانت نموذجا للتعايش والأنصهار والتكامل والتعاضد، وان القوى التي تتآمر علي السودان ارادت ضرب هذا النموذج لكن مواطني كردفان افشلوا هذا المخطط. من جهتهم، رحب ممثلو القوى السياسية بزيارة الرئيس والوفد المرافق له واكدوا أنها تعزز الأمن وتطمئن المواطنين، وناشدوا كل من حمل السلاح القاء اسلحتهم لتفويت الفرصة على الاستهداف العالمي، واكدوا ان الوطن خط أحمر.