يحرص أهل الذوق والجمال على استخدام العطر، فالعطر يمنح النفس دفعة ودفقة، وباستخدامه يرتفع «المورال» وتهدأ الأعصاب ويروق البال. ٭ ينتشلك العطر انتشالاً من انثيالات الواقع اليومية، إلى تخوم الأحلام والآمال والطموحات الكبيرة، ويحملك على جناح غيمته إلى أماكن الفرح والنشوة ودنياوات العافية والنضار. ٭ كل العطور تفعل ذلك، قديمها وحديثها، الجاف منها واللّين، المحلي والمستورد، الطبيعي والصناعي، ولكل عطر نكهته وسحره وسره ومداه. ٭ والعطور «خشم بيوت»، تبدأ بعطر الماء سيد العطور وأوسعها انتشاراً واستخداماً ومملكة وشعبية، وآخر الصيحات في دنيا العطور «عطر البريد الإلكتروني» والذي يمكن شمه عن طريق تثبت علبة خاصة بجهاز الكمبيوتر. ٭ لمسة خفيفة أو نقرة من مستخدم الكمبيوتر على أيقونة البريد العطري، تظهر لك قائمة من الروائح المتاحة. ٭ وما عليك إلا أن تختار بين عطر الوردة أو الياسمين، أو تستمع بشذى الزهرة التي تحب، أو تستدعي صورة المحيط وتشم رائحة البحر، كل هذا وأنت جالس في مقهى الإنترنت أو أمام جهازك الخاص. ٭ وبرامج البريد العطري تدفع كل صباح بجديد في عالم العطور الإلكترونية. والذين عاشوا في الزمان الماضي، وخبروا عطر الصندل، وبوح القرنفل، وعبق الجرتق، وعرفوا «بت السودان» و«المايقوما» و«كلونيا 555» وروائح جنينة السيد علي، وعاصروا «ون مان شو» و«فهرنهايت»، و«كامل» يمكنهم أيضا أن يستمتعوا الآن بأيقونة عطر البريد. ٭ قالت الحبيبة لحبيبها وهي تعتذر عن التأخير: ما اتأخرت إلا العطر كان حالف يصل قبلي وكنت مصرة أجي قبلو فضلت أجري وهو يسبقني ألاحق فيهو يلحقني، أصارع فيهو يصرعني لا الهمسات ولا اللمسات ولا الكلمات ولا اللكمات وفي الآخر دموع الغيرة ما خلتني أتحمل عطر حبي يصل قبلي جدعتو بعيد وخليتو جيتك يا حبيب عمري لا ريانة.. لا نديانة.. لا بالعطر مكسوة ٭ إذن مهما اجتهدت شركات العطور في إغراق الأسواق بالجديد والمدهش، سيبقى عطر الماء هو سيد العطور وملكها المتوج وحبيب الملايين.