شهدت الخرطوم صباح اليوم الاربعاء ظاهرة فلكية من أكثر الظواهر ندرة في النظام الشمسي حيث مرّ كوكب الزهرة مباشرة بين الشمس والأرض وظهر كنقطة سوداء عابرة على سطح الشمس في مرور لا يتكرر قريبا الا بعد 105 أعوام، ومن المنتظر ان تكون الجمعية السودانية لعلوم الفلك والفضاء قد رصدت الحدث بالصورة والقلم بعد ان ظل اعضاؤها بقيادة البروفسير معاوية شداد استاذ الفلك بكلية العلوم جامعة الخرطوم منذ ليل الثلاثاء يجلسون علي سطح برج الاتصالات بالخرطوم وعيونهم مفتوحة في لحظات ترقب وانتظار مرور كوكب الزهرة، اجمل كواكب المجموعة الشمسية والذي استحق اسم فينوس الجميلة محطمة القلوب والهة الحب والخصوبة عند اجدادنا الرومان . وكشف معاوية شداد عن علاقة شبه غريبة تجمع كوكبي الارض والزهرة ، وقال للصحافة قد يبدوان لأول وهلة كأنهما توأم لتشابههما من ناحية الحجم والكتلة والتركيب والبعد عن الشمس، وقال ان الحسابات البشرية تقول من المفترض ان تتكرر ظاهرة المرور كل 584 يوما لكنها لا تحدث لان سرعة الكوكبين غير متساوية ولان مدار الزهرة يميل على الارض بحوالي 3.4 درجة . وقال شداد ان الزهرة «فينوس» مرت امام الشمس قبل ثمانية اعوام، وان الزهرة كانت صباح اليوم الاربعاء على بعد 43 مليون كيلو متر من الارض وكانت الشمس على بعد 152 مليون كيلو متر من الارض ، مبينا ان مرور الزهرة امام الشمس استمر لمدة 6 ساعات و40 دقيقة، وشاهد سكان الخرطوم الحدث منذ الساعة السادسة و18 دقيقة وحتي السابعة و55 دقيقة . وقال شداد انه يمكن مشاهدة مرور الزهرة لاحقا عبر العين المحمية وباستخدام ورقة اشعة غير محمضة وغير مستنسخة او مصورة، موضحا ان تكرار النظر بالعين المجردة للشمس في الاوقات الحارة لاكثر من اربع ثواني يسبب العمي التام ويزيد الاثر السلبي في لحظات الشروق والغروب والكسوف. وعدد شداد فوائد كثيرة لمرور الزهرة امام الشمس وقال انه يفيد الباحثين في تأكيد دقة العمليات الرياضية والحسابات الفلكية ومعرفة مدي انكسار اشعة الشمس داخله ودراسة خصائص كوكب الزهرة المعقدة والعجيبة ، نافيا امكانية وجود حياة او مياه في الكوكب، وقال ان الضغط الجوي على سطح الزهرة اكبر 90 مرة من الضغط على سطح الارض، وان 98 % من غلافه الجوي عبارة عن ثاني اوكسيد الكربون اضافة الي ان السحب حول الزهرة ممتلئة بحامض الكبريتيك المركز «موية النار» مما يفسر تحطم واحتراق كل الاجهزة والاقمار الاصطناعية التي ارسلها سكان الارض لاستكشافه. يذكر، ان رؤية فينوس وهي تمر امام الشمس كانت شبه مستحيلة، وحطمت فينوس حياة الكثير من علماء الفلك الذين حاولوا مراقبتها، على مر القرون ،ولم يفلح في كشف ستارها الا شعب المايا القديم، ولم تظهر مفاتن فينوس للعلماء الا بعد القرن السابع عشر.