٭ إن الرغبة في معرفة الماضي هى طبيعة بشرية تكاد ترتقي الى مستوى الغريزة، واذا كان الانسان كفرد فاقد الذاكرة يحتاج دائماً للرعاية والاهتمام فإن الجماعات الانسانية عبر تاريخها هى ايضاً تحتاج الى الرعاية والاهتمام، فإن مادة التاريخ هى ممارسة ثقافية نسبة لارتباطها الشديد بالجماعات الانسانية فعندما تنسى بعض الجماعات الانسانية ماضيها تصبح في اضعف حالاتها وتنعدم الثقة بنفسها وقد تشعر بالدونية تجاه الآخرين. ويصبح سلوكها مثل المهزومة نفسياً. أما الجماعات الانسانية التي تعرف ماضيها وحاضرها دائماً تتصرف تجاه الآخرين بكل ثقة فإن التاريخ هو قصة الانسان في هذا الكون وصراعه مع الطبيعة الغلابة. نعود لموضوعنا عن قبيلة الاطورو العريقة بجبال النوبة: تقع منطقة الاطورو وسط الجبال الشرقية بشرق كادقلي وهى من اجمل المناطق من ناحيتها الطبيعية، تتكون قبيلة الاطورو من خمسة خشوم بيوت همي ( كرندي- كبرة- كجاما- تمكرا واللمبي) حيث يرطنون مع بعض القبائل وجدانياً مثل قبيلة الهيبان- التبرا- والليري- الشواية- اللمون- وهى تأتي في المرتبة الخامسة من ناحية الكثافة السكانية بعد قبيل النيمانج- الكواليب- الميري- المورو وتعتبر منطقة (كاودا) هى العاصمة الرئيسية لها فيوجد تنوع ديني بين المسلمين والمسيحيين، هو ليس إشكالية دينية في الاسرة الواحدة وسابقاً كان الكجور يحكم هذه القبيلة في فض النزاعات ولكن بعد دخول الاسلام تلاشت رويداً رويداً، وهذه القبيلة لها عديد من القيادات ولكن اشهرهم (ارنوكابي) وهو من اعرق المكوك حيث انتدب الى بريطانيا الذي كان يحكم دائرة الاطورو وايضاً المك (حسين نالو كودي). ونجد من المشاهير ايضاً لاعب هلال بورتسودان السابق (عبده تيما) وبطل المارسون السابق الذي مثل السودان جاكوب اندريا ولاعب النسور الحالي (امير موسى). تحية عطرة لاهلنا الاطورو في جبال النوبة وجميع أنحاء السودان، وكل القبائل التي ذكرتها في هذا المقال. وفي الختام تقبلوا مني فائق التحايا. ولكم منا جزيل الشكر والعرفان سلام بالرطانة (أجلو أناو).