إذا كانت الثقافة هي مجمل العادات والتقاليد لقبائل جبال النوبة، فإن قبيلة (الشوايا) بجبال النوبة لها عاداتها وثقافتها وفنونها الراقية الراسخة عبر عدد من السنين. ان سردنا للوقائع الثقافية هو عملية بحث وجهد معرفي يهتم بأحوال الناس والثقافات والحضارات فإن الشعوب الراقية تعرف بثقافتها وفنها الراقي وتقاس بما لديها من فنون وثقافات، فمن يحرز السبق في البث الثقافي والحضاري يستطيع بسط هيمنته وثقافته على الآخرين. فتعالوا نتعمق في قبيلة (الشوايا) بجبال النوبة. أصل الشوايا بجبال النوبة هم من (لمسان) وتقع منطقة (الشوايا) شرق كادوقلي وجنوب منطقة (دلامي) وغرباً منطقة (المورو) تفصلهم منطقة أبو سفيفة فمنطقة (الشوايا) يطلق عليها (تندرو) ومن الناحية الشرقية نجد الاطورو، والليرا وأبل حيث تنقسم الى أربعة خشوم بيوت هم: (تودا دانا نفندي لمسان) وهي تتبع لمجموعة الكواليب حيث يسكنون بجبل الشوايا التي تطلق عليها (سلبا) وهي قبيلة تمتلك ثروة حيوانية، حيث انها قبيلة مسالمة جداً ويسهل التعايش معها لأن معظمهم مسلمون ولغوياً يتداخلون في المصطلحات اللغوية مع الاطورو والليرا وأبل وهيبان، فقبل دخول الاسلام الى تلك المنطقة كان الكجور الذي يطلق عليه بالرطانة (لجي لوما) وهو كان يلعب دوراً روحياً في فض النزاعات وفي موسم الربيع يذهب له أبناء المنطقة لعمل طقوس (السبر) لطرد الحشرات الضارة حتى لا تتلف المحاصيل وهذا كان سابقاً ولكن بعد احتكاك (الشوايا) مع بعض القبائل العربية واسلمت تلاشت هذه المعتقدات. من أشهر المكوك الذين كانوا يحكمون دائرة تلك المنطقة في العهد القديم التي تتمثل في (الشوايا وأبل والليرا والأطورو ولمون وتيرا) هو (أرنو كابي) ولكن مك الشوايا الحقيقي وهو (المك كادوقلي) وبعده (اسماعيل جانا) ثم المك (يوسف كادوقلي) ثم الامير (آدم عبد الله أريا). من فنون الشوايا وثقافاتها نجد رقصة (التايقو) والدربوك والمردوم) والعزف على آلة الربابة ويطلقون عليها (أم بر). ختاماً: ان سردنا لهذه الوقائع التاريخية الثقافية لمكانة هذه القبائل العريقة التي تشكل القومية السودانية. تحية عطرة لأهلنا الشوايا والأطورو والليرا والتيرا وهيبان وأبل وكل القبائل الموجودة في جبال النوبة، ونتمنى أن يعود الاستقرار وتسود روح المحبة في مجتمع جبال النوبة في وعاء آمن. وتعالوا بنا لنضع تصورات إيجابية للأجيال القادمة في شكل سطور من العمل الايجابي المفيد. تحية عطرة للاخوان: أزرق أبشر كابينا وخميس علي جراد. وبالله التوفيق.