بالأمس ذهبت الى الصيدلية وفي جيبي سبعون جنيها عبارة عن قيمة شرائح اختبار السكري في الدم التي تعودت على شرائها كل شهر بنفس القيمة، وكالعادة سلمت المبلغ للصيدلانية لكنها ردته الى قائلة: خليك يا عم( ثمن شرائح اختبار الدم ارتفعت من سبعين جنيهاً الى 011 جنيه) حينها دار رأسي دورات حتى انقلبت صور الأشياء من حولي وصار أعلاها اسفلها وتضخمت صورة الصيدلانية الانيقة فصارت وحشاً تقطر من مخالبها الدماء فتحسست جيبي عدة مرات حتى صرخ الجيب صرخة داوية قائلاً: ليس في داخلي إلا بضعة قروش فكة للعودة الى البيت وهي قد لا تنجيك من تأنيب الكمساري حيث تزيد تعريفة المواصلات كل يوم. فثقل جسمي وتعثرت خطواتي وأنا أشعر بأني أتنفس تحت الماء وأني أغرق أغرق مع أني أعرف كل فنون العوم. عباس العوض محمد