تفشت في الآونة الأخيرة بولاية القضارف ظاهرة سرقة جهود الآخرين من قبل المدارس الخاصة باستقطاب التلاميذ المتفوقين من المدارس الحكومية والمدارس الأخرى بواسطة وزارة التربية والتعليم، رغم القرار الصادر عن الوزير محجوب دكين والذي يمنع انتقال التلاميذ في الصف الثامن إلى المدارس الأخرى، مما يؤكد تجاوز القيم الأخلاقية والتربوية ليصبح التعليم رؤية ربحية واستثمارية حتى استفحل الصراع بين المدارس وافتقدت التناغم والانسجام بين الوزارة ومحلياتها المختلفة، ليصبح الوزير قائد الركب على دفة الفوضى التي تضرب بأطنابها لتبنيه نقل عدد من التلاميذ المقربين إليه ورفض الباقين، حيث يقول جعفر البدوي الخبير التربوي إن مدرسة دار العلوم أصبحت تتجه إلى التعليم من أجل الاستثمار والربح، متجاوزين الأهداف التربوية بعد أن قامت باستخدام الطلاب المتفوقين من المدارس الحكومية ومدارس المعلم باستثناء صادر من وزير التربية والتعليم الذي تجاوز القرار الصادر منه، مما يؤكد انحيازه لمدرسة دار العلوم. وأشار البدوي إلى أن اللجوء لامتحان القدرات في الصفوف الأولى يؤكد تهرب المدارس الخاصة من رسالتها التربوية واللجوء إلى جباية المال، والبعض منهم يرفض أن يكون التلاميذ الذين تم اختبارهم ذوي مستوى متدنٍ ليبعدوا ويتم استقطاب المتفوقين حتى يدفع بهم للتنافس في امتحانات شهادة الأساس وتقوية التحصيل الأكاديمي. وحمل البدوي التجاوزات التربوية والأكاديمية لوزير التربية والتعليم ووزارته لسرقة جهود الآخرين، رغم أن قانون التربية والتعليم ينص على أن نسبة 50% وما فوق التحصيل الأكاديمي يجلس للامتحان، فيما عزا المدير الإداري لمدارس دار العلوم هاشم بشير استقبال المدرسة للتلاميذ من المدارس الأخرى الخاصة والحكومية استجابة لرغبة أسرهم بعد موافقة الوزارة وسعيهم لتحقيق التميز والتفوق المفقود في المدارس الأخرى، وقال إذا رأت الأسرة أن ابنها يحقق النجاح ويمضي في مستوى متطور لماذا يدفع به إلى مدارس دار العلوم؟ ويؤكد أن عجز المدارس الخاصة والحكومية هو الذي قاد الأسر لدفع أبنائهم إلى دار العلوم، وقال إن بعض المدارس الخاصة لا تتوفر فيها البيئة الصالحة والمعلمون المختصون، مما جعلها غير مهيأة لقبول التلاميذ. وقال بشير إن اختبار القدرات للتلميذ جاء لضيق الفرص في المدرسة وفق السياسة الكلية واللوائح المنظمة للعملية التربوية. ومن جهته استبعد الأستاذ عبد العزيز أحمد محمد سعيد مدير تعليم بلدية القضارف علمه بنقل عدد من تلاميذ مدارسه من قبل الوزارة، وقال إن ما تم جاء بموافقة الوزير وعبره مباشرة بخطاب رسمي دون علم إدارة التعليم بالبلدية، ولم يستبعد سعيد أن مدارس البلدية قد تضررت بذهاب تلاميذها المتفوقين للمدارس الخاصة، بعد أن بذلت جهوداً مقدرة في تفوقهم وتأهيلهم. وقال إن معظم النتائج التي تحققت في شهادة الأساس جاءت من قبل طلاب مدارس البلدية المتفوقين، مؤكداً أن إدارته قد تسلمت قرار رفض نقل التلاميذ بعد انطلاقة العام الدراسي وخطوة الوزارة بنقل تلاميذ بلديته.