يتميز هذا الحوار بخصوصية وتفرد لكونه مع شاعر كردفاني تخطته الاضواء كثيراً و لم يكن متحمسا لها.. عمل لفترة طويلة بالاذاعة السودانية حتى تقاعد ولايزال عطاؤه الشعرى مستمرا. التقيناه وكانت هذه المقابلة مع الأستاذ محمد حامد آدم حول تجربته الشعرية والاغنية الكردفانية وانتهينا الى هذه الافادات .. صورة مقربة محمد حامد آدم من مواليد 1951 قرية الحمادي بمحلية الدبيبات ولاية شمال كردفان، درس الاولية بالحمادي والوسطى بالدلنج والثانوي بخور طقت و تخرج في جامعة الخرطوم كلية التربية. شكل البدايات؟ في المرحلة الوسطى كانت البدايات في الشعر عموماً من خلال تشجيع الاساتذة، واذكر منهم الاستاذ داؤد كجو الذي امدني بكتاب جواهر الادب مما فتح بصيرتي في ذلك الوقت كثيرا هذا بجانب دور الجمعيات الادبية في المدارس التي كانت تضج بالنشاط الثقافي والادبي وهو بخير موجود هذه الايام في المدارس وكان هناك مسرح حقيقى و اعياد معاهد التربية السنوية عبارة عن تظاهرات ثقافية غير مسبوقة، اما في المرحلة الثانوية فازداد النضج كثيرا كما بدأت في ممارسة النشر في صحيفة "كردفان" لصاحبها المبدع الفاتح النور وكانت تنشر لي بعض الاعمال الشعرية ، وفي طقت الثانوية حظيت برفقة الشاعر المرحوم عبد الله الشيخ البشير شيخ شعراء السودان واستاذي الجليل صالح آدم بيلو والد الاعلامي اسلام صالح وهؤلاء جميعا اعطوني بلا حدود. الاغنية الكردفانية - بدأت علاقتي بكتابة الشعر الغنائي الكردفاني في السبعينيات بالابيض حيث كنت معلماً بمدرسة الوفاء الوسطى وصرت اكتب الاناشيد للطالبات في المناسبات مثل عيد الام وعيد التعليم وكذلك كتبت المسرحيات التي كانت تقدم في تلك المناسبات ايضاً. ü كيف التقيت عبد الرحمن عبد الله ؟ - تعرفت على بلبل الغرب المغرد الفنان عبد الرحمن عبد الله عن طريق شقيقته عائشة عبد الله التي كانت تعمل معلمة معنا واول عمل قدمت له اغنية "البلوم" التي ذاع صيتها كثيراً كما قدمت له اغنية ضابط السجن والحلوين ورويحة الهادي يا مجافي وسيد الزحام وغنى لي لامن تراسل وغيرها. اغنية ضابط السجن؟ - هذه القصيدة كتبتها داخل سجن الابيض على ايام مايو وكنت معتقلاً سياسياً لمدة اربعة شهور بسبب مناهضة النظام وارسلت القصيدة الى عبد الرحمن عبد الله عن طريق صديق لنا وكانت القصيدة مكتوبة على علبة سجائر لم يكن مسموحا للمعتقلين بالاوراق والاقلام داخل السجن وفي احد الايام سمعنا الاغنية من حي قريب من السجن واصبت بالدهشة انا والمعتقلين الآخرون وكان عبد الرحمن عبد الله يردد صبرك لحظة واحدة يا ضابط السجن ، وعندما اراد عبد الرحمن عبد الله اجازتها من لجنة النصوص اعترض الاعضاء على مفردة ضابط السجن وتم تعديل المقطع من ضابط السجن لاجمل حلم ولم استشر وفي ذلك الوقت كانت ثقافة حقوق الانسان مسلوبة وقبلت بالامر وهذه الاغنية وجدت حظها من الشهرة الى اليوم كما ان الفنان عبد الرحمن عبد الله اعطاها البعد المطلوب. رأيك في الاغنية الكردفانية؟ - الاغنية الكردفانية صارت جزءاً من مسيرة الغناء السوداني ووصلت لمرحلة القمة في وجود العمالقة عبد الرحمن عبد الله وعبد القادر سالم وابراهيم موسى ابا وصديق عباس وكوكبة من الشعراء المرحوم عبد الله الكاظم ومحمد مريخة وهؤلاء جميعا وغيرهم ساهموا في نهضتها وتميزها ولعل هذا التميز موجود في مفرداتها وبعضها عربي فصيح انظر مثلاً: يطول عمرك مع العافي« كما ان الاغنية الكردفانية وثقت للمكان فنجد عبير الامكنة موجود الابيض، بارا، ام روابة، ولعلي واخواني شعراء الاغنية الكردفانية نصطحب معنا مشاعر اهلنا في مناطق كردفان المختلفة ونعتز بتلك المناطق ذات الطبيعة الساحرة. اغنية قريبة الى قلبك؟ - اغنية البلوم لعبد الرحمن عبد الله من اقرب قصائدي الغنائية الى قلبي وارتبط بها عاطفياً اكثر من غيرها وهذه الاغنية عبرت عني تماما كانسان كردفاني كامل الدسم.