من ابرز الظواهر التي لازمت العام الدراسي الماضي ظاهرة التردي البيئي في اغلب مدارس العاصمة التي يشكو معظمها التردي الكبير في البيئة المدرسية فالمراحيض متهالكة وتشكل ابرز مقومات الوضع ، والقي ذلك الواقع بظلاله وكان نتاج ذلك ظهور حالات مرضية اصابت عددا مقدرا من التلاميذ بحسب اطباء ،ويتجلي التردي البيئي بصورة واضحة في افتقار عدد كبير من المدارس خاصة تلك التي تقع في احياء الخرطوم الطرفية للمرافق الصحية حيث يواجه التلاميذ معاناة حقيقية في قضاء حاجتهم ،وظل بعضهم يلجأ الي المنازل المجاورة للمدارس ،وكذلك برز جلي خلال العام الدراسي الماضي افتقار عدد من المدارس للبيئة المدرسية المثالية حيث وضح افتقاد بعضها للاسوار الخارجية ،فيما تنعدم وسائل التهوية داخل الفصول «مراوح» بل حتي ان بعض المدارس بشرق النيل تنعدم فيها الكهرباء ،وتظل قضية الاطعمة المكشوفة والتي تعرض في ظروف غير مطابقة للمواصفات الصحية،وسجلت مستشفيات العاصمة في العام الدراسي الماضي اصابة اعداد كبيرة من التلاميذ بامراض الجهاز الهضمي بسبب تناولهم مواد غذائية ملوثة بالاتربة ،ويتخوف مختصون في اصحاح البيئة من حدوث تردي بيئي داخل المدارس بسبب هطول الامطار التي يتوقع لها هذا العام ارتفاعا في معدلاتها ،وحذر اولياء امور من تركيز ادارات المدارس علي تحصيل الرسوم الدراسية واهمال تحسين البيئة المدرسية ،ويقول أحمد عثمان والد تلميذ يدرس بمرحلة الاساس ببحري ان المدارس الحكومية لاتولي الجانب الصحي اهتماما كبيرا وهومايتنافي مع اشتراطات العملية التربوية التي تتطلب توفر بيئة مدرسية ملائمة علي الاصعدة كافة ،وقال انه سجل زيارة الي المدرسة التي يدرس فيها ابنه ولاحظ عدم وجود عدد كاف من دورات المياه ،علاوة علي تواجد بائعات الاطعمة خارج سور المدرسة في اماكن لاتصلح لبيع مواد غذائية،وطالب مديري المدارس بتكثيف الجهود لترقية الجانب الصحي والبيئي بالمدارس. من جانبها تكشف بائعة اطعمة امام احدى المدارس بالمايقوما بالحاج يوسف ، ان ادارة المدرسة تأخذ منهن يوميا خمسة جنيهات نظير السماح لهن بالجلوس امام سور المدرسة ،ونفت بيعهن مواد غذائية غير مطابقة للمواصفات الصحية ،واضافت:هؤلاء التلاميذ مثل ابنائي فكيف ابيعهم اطعمة غير صحية. ويعتبر المواطن حامد ابراهيم ان البيئة المدرسية المثالية غير موجودة في المدارس الحكومية ، وقال ان هذا يعود الي عدم اهتمام المحليات بهذا الجانب وتركه لمجالس الاباء ،الا ان مدير مدرسة ثانوية نفي اهمالهم لمحور اصحاح البيئة مؤكدا حرصهم علي توفير اعداد مقدرة من دورات المياه كل عام دراسي ،علاوة علي حرصهم علي اصحاح البيئة،غير انه اشتكي من ضعف الموارد.