في الأدب الشعبي المصري قول مأثور «جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح» ولعل هذا المثل الشعبي الشائع ينطبق على ما يحدث لاهلنا بحلفاالجديدة بعد ان خرج معتمدهم السيد عبد الجابر عثمان غاضباً من مضايقات يجدها من حكومة كسلا، ولعل المشابهة بين المثل الشعبي وأحوال أهلنا في حلفاالجديدة تكمن في سوء الطالع الذي يلازم أهلنا بحلفا والذين رحبوا بالسيد عبد الجابر ابان تعيينه معتمداً لحلفا أيما ترحيب وتفاءلوا به خيراً، بوصفه أحد أبناء المنطقة المتحمسين لخدمة اهله، هذا فضلاً عن انتمائه للمؤسسة الامنية وبعده عن المنطقة لسنوات طويلة، كل ذلك جعله مقبولا لمواطني حلفا ولم يكن بأية حال من الاحوال طرفاً في الصراع الذي يدور هناك، الا انه وللاسف لم تكتمل فرحة الناس به، واطلت لعنة الفراعنة برأسها، ليغادر الاخ المعتمد غاضباً في مسلسل وطابور طويل في «سكة اليروح ما يجيش» هذا المسلسل الذي كان اول ضحاياه المرحوم محمد صالحين، ثم طارق توفيق، فأحمد عبد اللطيف وأخيراً عبد الجابر. وبهذا الموقف يكون لحلفا قصب السبق في استهلاك المعتمدين، وهذا الموقف يلقي بظلاله الكثيفة على الاستقرار السياسي بالمحلية الذي ينعكس بدوره السلبي على خطى التنمية وتقديم الخدمات، انه حقاً لغز، فأين يا ترى تكمن العلة وعقدة هذه المحلية، هل هي عقاب سماوي وابتلاء ام شيء من صنع البشر الذين تتفاوت مصالحهم؟ ومن هو صاحب المصلحة الحقيقية في ضرب استقرار هذه المحلية. لا يساورني ادنى شك في انه في امكان اي رجل مباحث صاحب قدرات عادية جداً ان يحل هذا اللغز. فكيف يصعب الامر على دهاقنة السياسة في رئاسة الحزب بالمركز.. العقدة في تقديري تحتاج فقط لقراءة متأنية لملف المعتمدين في حلفا وشكل العلاقات والتحالفات التي تأخذ منهج «ان لم تكن معي فأنت ضدي، والحل أوضح من الشمس في رابعة النهار، فهلا فعلنا.. محمد النوبي حلفاالجديدة ملحوظة: عذراً للاستاذ فكري أبو القاسم على استعارة عنوان كتابه عنواناً لهذا المقال.