(no signal ) أصبحت العبارة الأكثر حضوراً وخطورة في عالم البث الفضائي في الفترة الأخيرة ويعني وجودها على الشاشة غياب الإشارة والصوت والصورة وخسائر معنوية ومادية ضخمة تعود بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق على اصحاب القنوات الحكومية والخاصة، وصار التشويش اخيرا سلاحا فتاكا يستخدم في الحرب الاعلامية بين الدول ووسيلة اعمال تخريبية وراءها اصابع خفية واياد معروفة بعد ان كان قديما مجرد عطل فني حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية اخيرا تقريراً أصدرته المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) يقول إن إيران هي مصدر التشويش على قنوات شبكة الجزيرة الفضائية واعلن الاتحاد العالمي لكرة القدم الفيفا اخيرا دعمه الكامل للجزيرة الرياضية بعد تعرضها لتشويش متعمد من اطراف مجهولة حرم المشاهدين من متعة المباريات المباشرة ويضع التصنيف الدولي قناتي الجزيرة والعربية في قائمة اكثر القنوات تعرضا للتشويش واسرعها تغييرا في الترددات على الاقمار الاصطناعية لضمان تغطية دون انقطاع . تلفزيون السودان لم يسلم من التشويش وتعرض جهاز الدولة الرسمي الى عمليات تشويش خارجية متعددة طالت بثه على القمر الصناعي (نايل سات) وكانت المره الاولى في بدايات العام 2011 وقال التلفزيون وقتها في بيان ان الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية نايل سات ومقرها القاهرة هي الجهة الوحيدة التي تعرف حقيقة مصدر التشويش وتم الاعلان عن ترددات جديدة وبديلة . مع اول يوم في رمضان 2012 تعرض تلفزيون السودان لتشويش جديد على القمر نايل سات وحرم المشاهد من البرمجة الرمضانية واعلن التلفزيون القومي عبر قناة النيل الازرق والصحف عن بث جديد عبر القمر نايل سات على التردد (11678) رأسي أو (11564) أفقي ونصح بمتابعة البث على القمر عربسات اوالبث الأرضي والبث المباشر على موقع التلفزيون على الإنترنت والإستماع للتلفزيون على الموجة (88) أف أم . المهندس كمال نور الدائم مدير الادارة الهندسية بالتلفزيون قال في رده على استفسارات الصحافة ان التشويش سببه وجود التلفزيون في باقة واحدة مع قنوات عربية تتعرض للتشويش الدائم ابرزها الجزيرة مباشر والعربية. وقال ان بث التلفزيون انقطع فقط على القمر نايل سات واختفى عن مشاهدي القناة الفضائية داخل ولاية الخرطوم فقط واكد ان البث متواصل عبر نايل سات في كل الولايات دون انقطاع واكد ان البث متواصل عبر 7 اقمار اخرى تغطي كل ارجاء العالم وكشف عن جهود تسعى الى وضع حلول جذرية لمعضلة التشويش عبر توفير ترددات بديلة آمنة. وقطعت الهيئة العامة السودانية للبث الاذاعي والتلفزيوني بعدم وجود اي مشكلة فنية في نقل الرسالة الاذاعية والتلفزيونية من السودان الى الاقمار. وكشف المدير العام لهيئة البث المهندس خليل ابراهيم عن محطات حديثة واجهزة جديدة بالبلاد تم تركيبها قريبا مبينا ان التشويش الذي تعاني منه الفضائية السودانية على القمر (نايل سات) تشويش خارجي ومتعمد وخارج عن الارادة ونطاق التحكم وناتج عن الثورات العربية في المنطقة ومقصود به قنوات إخبارية محددة موجودة في باقة واحدة مع تلفزيون السودان مؤكدا عدم وجود تشويش على التلفزيون على القمر (عربسات) وقال خليل ابراهيم ان هيئة البث تعمل على حل مشاكل التشويش مع الجهات المختصة في (عربسات ونايل سات) التي تعجز احيانا عن المعالجة السريعة للتشويش وكشف عن جهود لتوفير ارسال مستمر وغير متقطع عبر تردد بديل واحتياطي لكنه يحتاج الى مال وفير وعدت وزارة المالية بتوفيره ونصح المشاهد بالعودة الى القمر (عربسات) الذي يمنح تغطية افضل ولا يوجد به اي تشويش موضحا ان (عربسات) كان الاول والاقدم والاساس والاصل قبل ظهور (نايل سات) مبينا ان المشاهد اصبح يفضل القمر الحديث (نايل سات) رغم وجود التشويش الكثيف لاحتوائه على قنوات كثيرة للترفيه خاصة بعد ضعف استقبال شارة (عربسات) وقال ان (عربسات) قامت اخيرا بتحديث كل الاقمار التابعة لها واضافت قنوات جديدة واصبح بثها اقوى من (نايل سات) . وقال المهندس خليل ابراهيم ان تلفزيون السودان هو الوحيد في المنطقة الذي يجد مشاهدة واسعة وانتشاراً كبيراً في كل دول العالم وذلك بالبث عبر كل الاقمار التي تغطي المنطقة العربية وآسيا وجنوب شرق آسيا واستراليا واوربا وامريكا الشمالية والجنوبية. وقال ان هيئة البث بالاتفاق مع عربسات قامت اخيرا بافتتاح منصة جديدة للتقوية في منطقة الفتيحاب بام درمان واعتبر خليل ابراهيم الدخول في تغطية القمر (بدر5 ) نقلة جديدة حلت مشكلة ضعف البث في غرب دارفور وسمحت بتغطية البث لكل ولايات السودان موضحا ان مدى القمر يمتد حتى اطراف دولة الجنوب ويمكن ان تبث عبره 16 قناة فضائية وقال ان هيئة البث تعمل بالتعاون مع هيئة التلفزيون القومي لفصل البث الفضائي عن البث الارضي وكشف عن وجود ثلاث محطات بث فضائي احتياطية جاهزة للعمل عند حدوث اي مشكلة مع جاهزية كاملة لمحطة البث الارضي الموجودة بالقرب من مباني التلفزيون ،مشيرا الى ان هيئة البث اصبحت هي المسؤولة عن البث عقب قرار فصل هيئات الاذاعة والتلفزيون وانشاء هيئة للبث في 2009.