* يقول عليه الصلاة والسلام: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف، وما لا يعطي على سواه». * وقال مخاطباً عائشة رضي الله عنها: «عليك بالرفق.. ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه، ولا ينزع من شيء الا شانه». * والناس في حاجة الى ود يسعهم «سعوا الناس باخلاقكم، فانكم لن تسعوهم باموالكم» وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم، في حاجة الى قلب كبير، يعطيهم ولا يحتاج الى عطائهم، ويحمل همهم ولا يثقلهم بهمه، في حاجة الى كنف رفيق، ورعاية حانية وبشاشة سمحة. * قال عمر رضي الله عنه وهو على المنبر: «أيها الناس لا تبغضوا الله إلى عباده، فقيل كيف ذلك اصلحك الله؟ قال: يجلس أحدكم قاصاً، فيطول على الناس حتى يبغض اليهم ما هم فيه، ويقوم احدكم اماماً فيطول على الناس حتى يبغض عليهم ما هم فيه». * ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: «حدِّث الناس كل جمعة، فإن اكثرت فمرتين، فإن اكثرت فثلاث، ولا تمل الناس من هذا القرآن، ولا تأتِ القوم في حديث فتقطع عليهم حديثهم. وقال: انصت فاذا امروك فحدثهم، وهم يشتهون، واياك والسجع في الدعاء فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لا يفعلونه». * وكان ابن مسعود يُذِّكر كل خميس، فقال رجل من القوم: لوددت -يا ابا عبد الرحمن- لو انك ذكَّرتنا كل يوم، فرد عليه ابن مسعود: «اما انه يمنعني من ذلك، اني اكره ان املكم، واني اتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا». * ويعلق على هذا، الحافظ بن حجر في الفتح، بقوله: وفي هذا استحباب ترك المداومة في الجد، وان كانت المواظبة مطلوبة، لكنها على قسمين: اما كل يوم مع عدم التكلف، وإما يوماً بعد يوم، فيكون الترك لاجل الراحة ليقبل على الثاني بنشاط. * والرفق ذو ميادين فسيحة، ومجالات عريضة، رفق مع الجهال، ولقد رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالاعرابي، الذي بال في المسجد، وتركه حتى فرغ من بوله، وامر اصحابه بالكف عنه، والا يقطعوا عليه بوله، فلما فرغ دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، واخبره ان المساجد لم تبن لهذا وانما هي لذكر الله. * ومن الذين يخصون بمزيد من الترفق، المبتدئون في الاسلام، والعلم وطريق الاهتداء، قال عليه الصلاة والسلام، لمعاذ وابي موسى لما بعثهما الى اليمن: «بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا». * والرفق ليس حقاً مقصوراً على بن الانسان، بل هو حق محفوظ، لكل ذي كبد رطبة. قال صلى الله عليه وسلم:«ان الله كتب الاحسان على كل شيء، فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة، واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة، وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته». * اللهم من ولي أمرنا فرفق بنا، فارفق به، ومن ولي امرنا فشق علينا فاشقق عليه