٭ برنامج تواصل الذي درجت على إقامته رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء أثلج صدورنا لما فيه من صدق ونبل ووفاء للذين قدموا لهذا الوطن.. ٭ كم هو جميل ونبيل أن يكون الوفاء والتلاقي مقيمين بين قيادات الدولة وأهل البذل والعطاء.. ٭ وكم هو جميل أن تتذكر رئاسة الجمهورية هؤلاء العظماء وتعمل على رفع معنوياتهم بعد أن ظنوا أنهم أصبحوا نسياً منسياً. وهم الذين لم يدخروا جهداً في سبيل رفعة هذا الوطن العزيز في كل المجالات الدينية والابداعية والاعلامية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية.. ٭ وأنا لدي قناعة راسخة منذ زمن بأن أية حكومة لا تحترم مبدعيها، من أصحاب البذل والتميز والعطاء، لن تتقدم قيد أنملة للأمام.. ٭ وعندما نرى مبدعاً قدم لهذا الوطن الكثير وفي نهاية الأمر أصبح مهملاً منسياً، نحزن ونتألم عندما نراه مسجي على سرير الموت، ونكون أكثر ألماً عندما يدفن مع عامة الناس دون أن يشعر أحد بمروره للعالم الآخر.. ٭ إن ما قامت به رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء يعد عملاً نبيلاً وانسانياً وهذا هو ما يجب أن يكون من صميم صفاتهم لأن أهم المكونات الضرورية لشخصية الانسان القائد هي صفة المروءة والكرم وتقدير أصحاب البذل والعطاء ومقابلتهم بوفاء.. فالكرم والمروءة هي الصفة التي يضفيها الانسان القائد على حكمه ليزداد قوة وعزة ومنعة، خاصة إذا استخدم هذه الصفة ليكافئ بها أهل البذل والجهد والعطاء والابداع.. ٭ إن هؤلاء يستحقوا أكثر من التكريم والأوسمة والنياشين والأنواط لأنهم تركوا أثراً على التاريخ والثقافة والفن والابداع وتركوا أثراً أكبر في خيال معجبيهم.. ٭ إن كل الذين تم تكريمهم عبر برنامج تواصل لا ينكر اسهامهم في حقولهم إلا جاهل أو مغالط.. ٭ وهناك نخبة أخرى ذات حس ومكانة وبذل وعطاء ولها أثرها في الحياة السودانية عموماً، قيادات الدولة أعلم بها مني، نأمل أن يصلها الوصل والتكريم.. ٭ إن هؤلاء الذين تم تكريمهم ملوك، كل واحد منهم متوج في مملكة حقله، مملكة الأثر الباقي في حياة الناس.. ٭ إن رئاسة الجمهورية إذ تكرم هؤلاء لسان حالها يقول لن تكونوا نسياً منسياً كحال أودو ديسوس بعد عودته من حروب طروادة لم يتذكره غير كلبه وممرضته. بل نحن هنا نكرم العلماء في وطن ذي زهاء. نفعل ذلك لأن فضلكم لا يجهله إلا من يجهل القمر.. ٭ إن برنامج تواصل خطوة نبيلة لتكريم المبدعين وهم أحياء قبل أن تشاء الأقدار أو قبل أن يأتي القضاء بما لا تشتهي الأنفس.. ٭ إنَّ لهؤلاء أعمالاً ملء السمع والبصر. وما نعرفه عنهم ان ليس من بينهم من تسول الشهرة من خلال عمله بل الشهرة جاءت تجرر أذيالها بعد أن تفانوا في أعمالهم التي رسموها لأنفسهم في الحياة.. ٭ ولو كان من بين هؤلاء وزيراً لما خدم السودان مثل ما قدمه من خلال العمل الذي أفنى فيه حياته.. ٭ ولأهمية برنامج تواصل وأثره على معنويات هؤلاء العظماء فإنني أدعو جميع أثرياء الوطن، وما هم بالقلة، بجانب ذراع الدولة الرسمي، والشركات والمؤسسات والمنظمات أن يدعموا هذا البرنامج لكي يشمل أكبر عدد من أصحاب العطاء وحتى لا يقتصر على شهر رمضان فقط.. ٭ نعم هؤلاء يستحقون منا جميعاً التكريم لأنَّ الملايين تشبث وجدانها بوجدانهم وغاصوا في نفوس الجماهير كما يغوص الصدَف الثمينُ في المُحَّار.. ٭ شكراً جزيلاً للذين قدموا لهذا الوطن الكثير.. وشكراً جزيلاً وعرفاناً نبيلاً لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء على برنامج تواصل ومزيد من مثل هذه البرامج..