نقولها تلطفاً خلاف أو إختلاف، رغم أن ما قاله السيد الطيب مصطفى رئيس منبر الانفصاليين الشماليين بالأمس حول خشيته من تزوير الاستفتاء لصالح الوحدة مقروءاً مع ما كان قاله الرئيس عمر البشير بأن إستطلاعاً (سرياً) أجروه بالجنوب كشف لهم أن (04%) من أهل الجنوب مع خيار الوحدة و(03%) منهم مع الانفصال بينما لم تقطع البقية البالغة نسبتها (03%) برأى فاصل بين الوحدة والانفصال، يقع في خانة إتهام الخال لابن أخته بالتزوير، ولكن زعيم الانفصاليين الشماليين وربما مراعاة لأواصر القربى التي تربطه بالرئيس وخلافاً لما إعتاده الرجل الذي لم يكن يتردد من إطلاق مدفعيته الثقيلة على كل من يشتم فيه رائحة وحدوية ليكيل له الشتائم بكل مفردات الضرب تحت الحزام، لم يجرؤ على التصدي للرئيس ليس لاتهامه مباشرة بالتزوير، فذلك ما لا يستطيعه بل على الاقل بالطعن في الاستفتاء السري والدفع بعدم دقته وأنه مما لا يعتد به، وهنا يقع الخال في تناقض واضح حينما لا يفتح الله عليه بكلمة حول ما قال به إبن أخته الرئيس بينما كان سيتصدى بدرجة (فالح) لو كان من قال بذلك شخصاً آخر غير الرئيس وهذاما يمنحنا الحق بالقول بأن رئيس منبر الانفصال يقف مع الرئيس بأكثر مما يقف ضد الوحدة، كما أن الرئيس يجامل خاله ولو على حساب الوحدة وهذا في ما ظهر من تقاطع القولان، والشريعة عليها بالظاهر، أما ما بطن فذلك شأن أهل الباطن كاشفي الحُجب الذين ربما رأوا الأمر على غير حقيقته الظاهرة لجملة الناس العاديين، أولم يقل أهلنا (الولد خال) كما ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم قوله في سعد ابن أبي وقاص محتفياً به ومفاخراً (هذا خالي فليرني إمرؤ خاله).... السيد رئيس منبر الانفصال الذي تجاوز الاستطلاع السري وغض النظر عنه، إنبرى في آخر اقواله الانفصالية ليدمغ الحركة الشعبية بالتخطيط لتزوير نتائج الاستفتاء ليس لصالح الانفصال بل للعجب لصالح الوحدة، مع أن الحركة ظلت باستمرار تقول أن الغالبية العظمى من أهلها الجنوبيين مع الانفصال، بينما الذي قال بغلبة خيار الوحدة في أوساط الجنوبيين هو الرئيس، فمن هو المتهم هنا بالتزوير، الذي أجرى الاستطلاع السري، أم الذي لم يفتأ يعلن على رؤوس الاشهاد أن الانفصال بات قاب قوسين أو أدنى وأن الزمن قد فات على الوحدة، أم أن الامر قد غُمّ على كبير الانفصاليين واختلطت عنده الرؤية فأصبح يرى البشير على أنه سلفاكير، وسلفاكير صار عنده هو البشير، والانفصال هو الوحدة، والوحدة هى الانفصال. إننا والله مع الوحدة ومع من يدعوا لها ويسعى جاداً ومخلصاً ولن نستنكف أو نتردد في مناصرة البشير لو أخذها بحقها وأتاها من بابها فيما تبقى من زمن، ولكننا في نفس الوقت لا نرضى له أن يكون من الذين يبنون وغيره يهدم، أن يسعى للوحدة بينما هناك ليس من أشد المناصرين له فقط بل من أقرب الاقربين يهدم، فبمثل هذا الواقع لن يبلغ بناء الوحدة يوماً تمامه اللهم الا اذا كانت الدعوة للوحدة مجرد تبرئة ذمة أو (عزومة مراكبية)، يتناولون وجبتهم وهم على مركبهم في منتصف البحر وينادون على من هو في الشط ولا يعرف العوم أن يشاركهم الأكل.