لم تمر ساعات على اعلان اقدام مجموعة من قيادات البجا على تسجيل حزب جديد باسم مؤتمر البجا الاصل ، حتى توالت ردود الافعال العنيفة على الخطوة، فقد رآها البعض مدخلا لشق الصفوف واضعاف الكيان التاريخي واستهداف مقررات المؤتمر الثالث للحزب، في حين تعامل معها اخرون بحسبانها عملا صائبا في ظل الخلافات المستشرية بين اعضاء مؤتمر البجا، وربما نهاية منطقية للتباينات الحادة بين بعض التيارات داخل جسد مؤتمر البجا. امين مؤتمر البجا بولاية البحر الاحمر محمد أحمد مختار شيخو قال ان مجموعة شيبة ضرار التي تقدمت بطلب تسجيل الحزب، جزء من التيارات الموجودة داخل البجا، وانها تحمل رؤى وافكارا مختلفة مما يجعل من خطوتها نهاية منطقية للتباين الموجود. واكد شيخو ان هذه المجموعة ليس لها تأثير على الارض لان قواعد البجا التاريخية مرتبطة عاطفيا بالحزب الرئيس الذي تأسس في العام «1956»، وقاد الكفاح المسلح في التسعينات ثم اعاد تسجيله كحزب سياسي في السنوات الماضية، وتابع امين البجا في البحر الاحمر في اتصال هاتفي مع «الصحافة» : وجود مؤتمر البجا لن يعطي مساحة لاي احزاب مشابهة بالبروز، ثم ان التشظي لن يجلب حلا لانه سيشتت التركيز عن القضية الاساسية للبجا. ويضيف شيخو « كما انه ليس مطلب القواعد». ويري امين مؤتمر البجا بولاية البحر الاحمر بان السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات بين القيادات البجاوية هو الحوار الداخلي فيما بينها، للوصول لتفاهمات واتفاق نهائي على النقاط الخلافية و الاهم المضي للامام بقضية شعب البجا المهمش. رئيس الحزب الجديد شيبة ضرار يوضح من جهته بان الخطوة تمت بعد يأس من قيادة البجا الحالية، ومن رغبتها في اصلاح حال الحزب والحوار مع القيادات المختلفة، مشيرا الى ان رئيس الحزب هيمن على كافة مفاصله ويسخرها لخدمة مصالحه الخاصة. وينفي شيبه ، في اتصال هاتفي مع « الصحافة» من بورتسودان، وجود اي اهداف شخصية لقيادات الحزب الجديد غير خدمة قضية البجا التي يرى ان مؤتمر البجا لا يهتم بها. ويقدح رئيس البجا الاصل في شرعية انتخاب القيادة الجديدة للحزب، مشيرا الى انها تمت بطريقة غير صحيحة وبتعمد تغييب مؤسسي الحزب وقياداته الحقيقية عن المشاركة في اعمال المؤتمر الثالث في الخرطوم. غير ان أمين مؤتمر البجا بولاية البحر الاحمر يعود ليبدي خشيته من تأثير هذه الانقسامات على قضية الحزب الرئيسة، ويقول محمد أحمد مختار شيخو» لن تحتمل القضية اية انقسامات في هذه المرحلة»، ثم يتابع الرجل بالاشارة الى ان انطلاق حزب جديد يستلزم امتلاك طرح سياسي جديد، وهو ما لا يتوافر لتلك المجموعة وان لم يكن ذلك هو الحقيقة فلماذا لم تطرحه!. ويتهم أمين البجا بالبحر الاحمر جهات لم يسمها بالعمل على شق صفوف البجا ودعم كل ما من شأنه تعميق خلافاتهم، بيد انه يعود ليعترف بمسئولية قيادة حزب مؤتمر البجا عن اتاحة هذه الفرصة، واضاف شيخو: الوضع الطبيعي ان تقدم قيادة الحزب على تقديم معالجات، وحل الخلافات القائمة في اطار المؤسسية والعمل الداخلي، لا ان تترك الاطراف الاخرى «تلعب على الجهتين». ورغم ان مجموعة مستشار والي البحر الاحمر ورئيس الحزب الجديد تؤكد على عدم تبعيتها لاية جهة ، وان منطلقاتها ردم الهوة بين مطالب جماهير البجا ومن يتحدثون باسمهم، من اجل اغراض ومصالح شخصية على حد تعبير شيبه ضرار، فان تزامن اعلان الحزب الجديد مع نهاية المؤتمر الاخير للبجا، وترقب جماهير الشرق لعملية تنفيذ موسى محمد أحمد لمقرراته. . يطرح العديد من التساؤلات المشروعة حول الاهداف والمرامي والمآلات.