ليس صعباً الوصول الى النجاح ولكن الأهم أن تكون دوافع النجاح قد وجدت طريقها الى نفسك، بهذه العبارات بدأ ذلك الطبيب الشاب حديثه وهو يحكي لي عن قصة العيادة الصغيرة التي أنشأها في حينا البسيط بأطراف العاصمة. كانت كلماته تتسرب الى نفسي مع كل موجة ألم تجتاحني، وهو يضع العقاقير على جرح إصابتي ولم يتشافَ لأنني أغطس يومياً في أوحال الخريف في طريق ذهابي وعودتي، ودون أن يلفت ذلك أنظار اللجان الشعبية في الحي أو السلطات الصحية التي ربما اعتبرتها من ضروريات الحياة لسكان الأطراف. لم أعد اتحمل ذلك الألم فتطوع ذلك الطبيب باسماً محاولاً تخفيف الأمر عليَّ قائلا: إن هذا الألم ضروري لازالة الطفيليات والخلايا الفاسدة، بعدها ستشعر بالراحة والتعافي. وأخذني بعيداً ما قاله الطبيب في رسمه لطريق التعافي والراحة والذي لا بد ان يبدأ بالالم وازالة الخلايا الفاسدة. ترى كم من الألم سنحتاج لازالة الخلايا الفاسدة والطفيلية من المجتمع؟ إن الوصول الى حالة التعافي ليس صعباً اذا توفرت ارادة النجاح. إن الوصول الى النجاح يكون بالاستخدام الجيد للادوات والوسائل المتاحة. إن الهواتف الجوالة في ايدي تلاميذ المدارس التي تكتظ ذاكرتها بالصور الفاضحة والرسائل البذئية والمزعجة، لا تبني مجتمعاً فاضلاً وتصنع نجاحاً فكم من الالم نحتاج. إن عدم إيقاف المحسوبية والشللية والجهوية والقبلية عند حدها في المؤسسات لا يخلق مجتمع الرفاه والراحة فكم من الألم نحتاج. إن الدخول إلى شبكة الانترنت والتواصل في مواقع التفاعل الاجتماعي على نسق «أولاد ميكي» ونشر خصوصيات الآخرين لا يجعل المجتمع معافىً فكم من الألم نحتاج.