أكدت وزارة الخارجية حرصها البالغ على تعزيز العلاقات والحوار السياسي مع المانيا ، واعتبرت الاعتداء علي سفارتها في الخرطوم ،»حادثة عابرة جاءت ضمن موجة الغضب الشعبي ضد الاساءة للإسلام ،وتجد منا الشجب والاستهجان لأنها تخالف مثل وأخلاق الاسلام». وتسلم وزير الخارجية علي كرتي أمس، رسالة من نظيره الألماني نقلها له مسؤول افريقيا في الخارجية الألمانية ،عبرت عن رفض حكومته لما تعرضت له سفارتها ، وأن ما حدث كان له وقع مفاجئ على الخارجية الألمانية والمجتمع السياسي ،مشيرة الى أن المؤتمر الاقتصادي الخاص بالسودان والذي كان يجرى الاعداد له لتستضيفه ألمانيا في اكتوبر المقبل ، أصبح من المتعذر انعقاده في موعده نظرا للتلف الذي أصاب القسم القنصلي بالسفارة والأقسام المكلفة بمتابعة الاعداد له ، وأن الطرفين سيحددان موعدا جديدا له . من جانبه، جدد كرتي التزام الدولة وحرصها على حماية الوجود الدبلوماسي في السودان وخاصة البعثة الألمانية ، وأكد رفض وزارة الخارجية لما تعرضت له السفارة الألمانية في الخرطوم ، مشيرا الى أنه ظل يتابع وبصفة شخصية مع والي الخرطوم ومسؤولي أجهزة الشرطة والأمن ، المسيرات التي حدثت يوم الجمعة الماضية والأحداث التي صاحبتها، وأن الحكومة ملتزمة بالمساهمة في اصلاح الضرر الذي أصاب مبنى السفارة . وأشار وزير الخارجية الي أن ما حدث من عنف لم يكن أحد يتوقعه ، مشيرا الى أن الاساءة الى نبي الإسلام هي ما استفز الناس وجعل البعض يتجاوز حدود التعبير السلمي الى خانة العنف والتجاوز، وأن صمت الحكومة الألمانية ازاء نشر الرسوم المسيئة أعطى انطباعا بأنها راضية عما حدث . الى ذلك، امتدحت وزارة الخارجية السودانية في بيان، الحراك الايجابي الذي ينتظم العلاقات مع ألمانيا ، منوهة الي الحرص المشترك بين وزيري خارجية البلدين علي تعزيز الحوار السياسي وتطوير العلاقات الي آفاق ايجابية أرحب في المجالات كافة. ورغم ادانة البيان للتعرض للاسلام ورسوله الكريم الا ان الخارجية السودانية أكدت « ان حادثة التعدي علي السفارة الألمانية في الخرطوم والتي جاءت ضمن موجة الغضب الشعبي ضد الاساءة للإسلام تجد منا بذات القدر الشجب والاستهجان لأنها تخالف مثل وأخلاق الإسلام، كما أنها تتنافي مع المواثيق والأعراف الدولية للتمثيل الدبلوماسي في مختلف أنحاء العالم». وتجدد الحكومة في هذا الصدد التزامها التام بتوفير الحماية والأمن للبعثات الدبلوماسية بالخرطوم.وان هذا التعدي يعتبر حدثا عابرا لا يؤثر علي العلاقات الثنائية التي ترتكز علي أسس وقواعد المصالح المتبادلة والارادة السياسية المشتركة بين البلدين لتطوير العلاقات الي آفاق ايجابية .