٭ في كثير من الاحيان تتسارع الاحداث فتتداخل المشاهد الى الحد الذي تفقد فيه كثير من التفاصيل وضوحها ودقتها. ٭ بعد ثورة 25 يناير المصرية كانت الاحداث تمضي بسرعة جعلت كثيراً من التفاصيل تبدو غير واضحة، فلم يكن احد يستطيع ان يعرف كيف تتحرك الاحداث ومتى تنطلق أو تسكن عن الحراك. ٭ لكن شيئاً واحداً كان يسيطر على الاجواء في مصر وصفه الاديب المصري علاء الاسواني بأن هنالك حالة تغيير انساني مختلف، وان هنالك من يريد ان يوقف او يفصل هذا التغيير. ٭ التغيير غالباً ما يجد من يعارضه ويرفضه في احيانا كثيرة، وربما من يحاربه ان لزم الحال، والتغير بضرورة تفجير في كل تفاصيل المشهد القائم. ٭ في كثير من الاحيان ينخدع الناس في تحديد الذين يقفون في وجه التغير، ولكن اكثر تلك المجموعات ممانعة ما عرفهم الاسواني بدوائر الفساد الصامتة. ٭ هم الذين تتضرر مصالحهم بشكل مباشر من عملية التغير، فالموظف الذي اعتاد ان يكمل المعاملات الرسمية للجمهور على طريقة «التسهيلات والعصر»، هو من دوائر الفساد الصامتة، والذين يتلاعبون في مظاريف العطاءات المغلقة هم من نفس الدوائر. ٭ وتتسع دوائر الفساد الصامتة لتشمل الكثير من الذين يرفضون التغير رغم علمهم بأنه الحق حفاظاً على مصالحهم. ٭ والميزة الأساسية في دوائر الفساد هذه هو الصمت الذي يخرس الالسنة. ٭ إن إرادة التغيير لا تحتاج إلى ثورة بقدر ما تحتاج الى قناعة وضرورة يتطلبها المجتمع في لحظة ما تصل الى حد الاعتقاد في بعض الأحيان. ٭ فالرسالات السماوية جاءت لإحداث التغيير في المجتمع بعد أن توفرت كل الظروف الموضوعية لعدم صلاحية الاوضاع القائمة بعد أن فقدت جداوها لصالح البشرية. ٭ وكذلك المشروعات والأفكار ومنظومات العمل تحتاج الى تغيير اذا فقدت جداوها التي خرجت من اجلها، ويظل التدافع واقعاً ملموساً بين دعاة التغيير والمتمترسين خلف الوضع القائم بلا توقف، طالما الانسان ظل موجوداً في هذه الدنيا.. والاساس في الامر من يقدر على ان يفعل، ومن يفعل عليه ان ينظر حوله بامعان، فالتغيير من سنن الله في الكون.