٭ في كتابه البداية والنهاية لابن كثير المؤرخ العربي المعروف جاءت حكاية على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال فيها: (لما أُوتي بسبايا طئ وقفت جارية صماء حوراء العينين لعساء دلفاء عيطاء شماء الانف معتدلة القامة والهامة ردماء المنتين خدلجة الساقين لفاء الفخذين خميصة الخصرين ضامرة الكشحين مصقولة الكعبين.. فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لاطلبن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجعلها في فيئ فلما تكلمت نسيت جمالها من فصاحتها. ٭ وجاء في كتاب بطولة نساء العرب لسعد خلف العفنان الآتي: (فصيحة بليغة من ربات الحسن والجمال والجود والكرم كان ابوها يعطيها من ابله فتهبها للناس فقال لها ابوها يا بنية ان الكريمين اذا اجتمعا في المال اتلفاه.. فاما ان اعطي وتمسكي او ان امسك وتعطي فانه لا يبقى لنا شيء على هذا.. فقالت لا امسك ابداً. وقال ابوها لا امسك ابداً. ٭ في السنة التاسعة للهجرة وجه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جيشاً من المسلمين الى بلاد طيء لادخالها في الاسلام وقد فر عدي بن حاتم من أمام هذا الجيش الى الشام فقد كان يدين بالنصرانية، وقال: «أفر الى أبناء ديني وأعيش معهم». ٭ وقد أتى بسبايا طئ وكانت سفانة بنت حاتم من بين هؤلاء السبايا.. فسألت سفانة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. فلما عرفته قامت اليه وقالت: «يا محمد ان رأيت ان تخلي عنا.. ولا تشمت بنا أحياء العرب فاني ابنة سيد قومي وان ابي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة.. انا بنت حاتم طيء. ٭ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جارية هذه صفات المؤمنين.. حقاً لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه.. خلو عنها فان اباها كان يحب مكارم الاخلاق والله يحب مكارم الاخلاق. ٭ ثم ركبت سفانة مع رهط من قومها ولحقت بأخيها عدي في الشام بعد ان فك أسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساها واكرمها.. وعندما وصلت الى اخيها لامته على فراره من الاسلام ونصحته بالانضمام الى الرسول صلى الله عليه وسلم.. قائلة: أرى والله ان تلحق به سريعاً فإن يكن الرجل نبياً فللسابق اليه فضيلة وان يكن ملكاً فلن تزل في عز ويمن وانت.. انت.. قال عدي قلت والله هذا الرأي. ٭ هذه هي سفانة بنت حاتم الطائية.. جودها ووصفها وفصاحتها وموقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم بحيث ادركت صحبته صلى الله عليه وسلم بدلاً من ان تكون سبية ذليلة وضمت أخاها الى حظيرة المسلمين بدلاً من ان يكون طريداً. هذا مع تحياتي وشكري