لا يختلف إثنان حول جدوى فكرة التأمين الصحى التى تعتبر مهمة وذات مردود خدمى جيد يعود بالفائدة الكبيرة على صحة المواطنين، وهناك دول كثيرة سبقتنا فى تطبيق الفكرة ومنذ عقود، بل نجد أن بعضها جعلته إجبارياً على كل مواطنيها، وصاحب ذلك امتياز فى الخدمات الصحية المقدمة، وذلك بعلاج معظم الأمراض فى مقدمتها المستعصية التى تحتاج إلى مبالغ طائلة، وإدراج الأدوية ذات الكلفة العالية التى يعجز ذوو الدخل المحدود عن شرائها. وولاية النيل الأبيض من أوائل الولايات التى اهتمت بالتأمين الصحى، وذلك بإدخال فئات جديدة إلى حظيرته، بل تعتبر سباقة فى هذا الجانب بزيادة عدد المؤمن عليهم صحياً، ويكفى ما تم خلال الاحتفال الذى جرى الخميس الماضى بكوستى الذى تم فيه تسليم ثلاثة آلاف مواطن بطاقة التأمين الصحى، وهو عدد كبير قياساً بالأعداد لتى تدخل التأمين دفعة واحدة على مستوى القطر. والي النيل الابيض يوسف الشنبلى قال إن الولاية تعتبر رائدة فى مجال التأمين الصحى، وبلغ عدد المواطنين تحت مظلة التأمين ستمائة ألف مواطن بنسبة تقدر ب30% من عدد السكان، وجدد فى الاحتفال الذي نظمته الادارة التنفيذية للتأمين الصحي بالولاية لتوزيع خمسين ألف بطاقة تأمين، حرص الحكومة على تنفيذ خطط وبرامج التأمين الصحى، وأبان الوالي أن حكومته وقعت على اللائحة المالية للعاملين بالتأمين الصحي لحفظ حقوقهم، مشيداً بجهود الدولة بتبني هذه المبادرة الاجتماعية وبتمويل من وزارة المالية الاتحادية، مؤكداً أن هنالك مساعي لإقامه خمسة عشر مركزاً صحياً في المناطق الريفية النائية من أجل توفير الخدمات الصحية للمواطنين. وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي الاتحادية إبراهيم آدم إبراهيم، قال إن المبادرة الاجتماعية أطلقتها الدولة لتخفيف العبء عن المواطنين، وعدد سيادته المحاور التي تصمنتها المبادرة الاجتماعية في المجالات المختلفة، ودعا الى تضافر الجهود وتكامل الادوار، مؤكداً استمرارية تنفيذ محاور الاتفاقية لتأكيد صدق الدولة مع مواطنيها. ومن ناحيته أبان دكتور مصطفى صالح مصطفى المدير العام للصندوق القومي للتأمين الصحي بالمركز، أن مشروع دعم مائة وخمسين الف اسرة يعد اللبنة الاساسية للوصول للتغطية الصحية الشاملة، مشيراً الى ان تمزيق فاتورة العلاج. وهناك عدد من المواطنين المؤمن عليهم أشادوا بالتأمين الصحى وأكدوا أن ما يتحصلون عليه من خدمات علاجية خفف عنهم الكثير من العبء، اذ كانوا يصرفون جزءاً كبيراً من دخولهم على العلاج والفحوصات، غير ان هنالك من له رأى آخر، حيث ذكر البعض أن وجود العديد من الأمراض المستعصية خارج التأمين الصحى قلل من أهمية خدماته، والكثير من المهتمين بالخدمات الصحية ثمنوا جهود إدارة التأمين بالولاية من أجل الارتقاء بالخدمات، وأجمعوا على أن المشوار مازال طويلاً للوصول إلى مرحلة الامتياز، وأكدوا أن التأمين الصحى لن ينال الرضاء المعقول إلا بتوسعه الخدمى المتمثل فى إدراج بعض الأمراض الخطيرة، وكذلك الأدوية الغالية التى غالباً ما ترتبط بأمراض مستعصية.