اختتم مؤتمر فيينا الدولي الخاص بالسودان الذي احتضنته العاصمة النمساوية فيينا بمشاركة حوالي 17 دولة اوروبية وشرق أوسطية وافريقية وعدد من المنظمات الدولية والاقليمية ، أعماله أمس مؤكدا على استمرار الجهود النمساوية والاوروبية للعمل على استدامة السلام والتنمية فى السودان وفى جنوب السودان بحسبان ان ذلك يمكن ان يمثل عاملاً للاستقرار والازدهار للمنطقة بأسرها . وقرر المؤتمرالذي اقيم تحت شعار «السودان واوروبا - آفاق التعاون لتحقيق السلام الاقليمي والتنمية »، تشكيل وفد رفيع المستوي يضم المؤسسات والدول التى شاركت فى المؤتمر لزيارة السودان فى مطلع عام 2013 ،باعتبار ان مثل هذه الزيارة يمكن ان تسهم فى زيادة الوعي بامكانات وفرص الاستثمار فى البلدين وفى جذب الاستثمارات الاجنبية . وكان المؤتمر قد بدأ جلساته صباح أمس الاول حيث افتتحه نائب مستشار النمسا ووزير خارجيتها الدكتور ميخائيل شبيندلنجر ووزير الخارجية علي أحمد كرتي ، بجانب نائب وزير خارجية دولة جنوب السودان البروفسور الياس نيام ليل . وقدمت العديد من اوراق العمل خلال جلسات المؤتمر شملت فرص ومجالات الاستثمار المتاحة بالسودان للمستثمرين الاوروبيين والمشروعات الاستثمارية الناجحة وفرص تمويل المشروعات. وناقش المؤتمر خلال ثلاث جلسات متواصلة المسائل الاقتصادية، الاستثمارات الاجنبية فى السودان ،بالاضافة الى المسائل المتعلقة بالتمويل والعمليات البنكية بينما حظيت قضايا تمويل الاستثمار بنصيب وافر فى المناقشات التى جرت، وقد قدم ممثلو القطاع الحكومي والقطاع الخاص استعراضا موسعا لامكانيات وموارد السودان خاصة فى مجالات الزراعة، النفط والتعدين وغيرها . الى ذلك أكد وزير الخارجية علي كرتي ان التزام السودان ودولة جنوب السودان بالاتفاقيات الاخيرة الموقعة بينهما سيجذب الاستثمارات المنشودة للدولتين والتي بدورها تحتاج الى الامن والاستقرار. وقال كرتي على هامش مشاركته في المنتدى ،ان نجاح حكومتي شمال وجنوب السودان في التوصل الى توافق بشأن المسائل الخلافية بينهما يدشن لمرحلة جديدة من التعاون بين الجانبين وبما يخلق روحا جديدة انعكست ايجابا على اصدقاء السودان في مختلف انحاء العالم ومن بينها النمسا التي رحبت بهذا التوافق ، واعربت عن استعدادها لدعم السودان في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية منها . وأشار الى أن اهتمام النمسا بالسودان لم يبدأ مع هذا المؤتمر بل هو قديم مذكرا بشكل خاص بمواقفها الداعمة للسودان من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن واستضافتها لمراحل عديدة من المفاوضات بين شمال وجنوب السودان ودورها البارز فيها.